نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة

تُعد الغدة الدرقية النشطة (فرط نشاط الغدة الدرقية) حالة صحية تتسم بزيادة إفراز هرمون الثيروكسين، ما يؤدي إلى تسريع وظائف الجسم الحيوية، وظهور أعراض مزعجة مثل فقدان الوزن غير المبرر، وتسارع ضربات القلب، والعصبية المفرطة، ورغم أن العلاج الدوائي والتدخل الطبي يظلان الركيزة الأساسية للسيطرة على هذه الحالة، فإن النظام الغذائي يلعب دوراً مكملاً بالغ الأهمية في دعم العلاج وتخفيف الأعراض، فبينما يركز الطب على توازن الهرمونات، يمكن أن تساعد خياراتنا الغذائية في تخفيف العبء على الغدة، وتقليل الالتهاب، والحد من امتصاص اليود الذي يعد وقوداً لفرط النشاط، إذن، ما هي الأطعمة التي يجب على مريض الغدة الدرقية النشطة أن يبتعد عنها، وما هي العناصر الغذائية التي يجب أن يركز عليها لتهدئة هذا النشاط المفرط واستعادة توازن الجسم؟ في هذا المقال، سنتعرف على نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة، المصممة خصيصاً لمساعدة مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية على إدارة حالتهم وتحسين نوعية حياتهم.

الأكل الممنوع لمرضى الغدة الدرقية النشطة

نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة

نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة في شكل نقاط ومعلومات متسلسلة لسهولة القراءة، مع التأكيد مجدداً على أن هذه النصائح هي مكملة للعلاج الطبي ويجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل استخدامها.

نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة (فرط النشاط)

الهدف الأساسي من نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة هو تقليل كمية اليود التي تصل إلى الغدة الدرقية لدعم العلاج، بالإضافة إلى تخفيف الأعراض ودعم صحة العظام والجهاز المناعي.

أولاً: الأطعمة التي يجب تجنبها أو الحد منها (عالية اليود والمنبهات)

يجب على مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية تقليل أو تجنب الأطعمة التي تغذي الغدة وتزيد من نشاطها:

  1. اليود العالي والمصادر البحرية:

  • ملح الطعام المُدعّم باليود، يجب استخدام ملح غير مُيودن (Non-iodized salt).
  • الأعشاب البحرية (مثل النوري والواكامي والطحالب البحرية): وهي من أغنى المصادر باليود.
  • المأكولات البحرية: الأسماك والمحار والروبيان (الجمبري)، لاحتوائها على اليود.
  • صفار البيض: يحتوي على كمية كبيرة من اليود مقارنةً بالبياض.
  1. منتجات الألبان وبعض الإضافات:

  • الألبان ومشتقاتها (الحليب، الجبن، الزبادي) بكميات كبيرة، لأن اليود قد يُضاف إليها عبر أغذية الماشية أو المطهرات، يمكن استبدالها ببدائل قليلة اليود.
  • الصبغات الحمراء (خاصة Red Dye #3) المستخدمة في بعض الأطعمة المصنعة والحلويات.
  1. المنبهات والمحفزات:

  •  القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة الغنية بالكافيين، لأن الكافيين يزيد من أعراض فرط النشاط مثل خفقان القلب، القلق، والرعشة.
  • السكر والسكريات المضافة: الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة والمصنعة تزيد من الالتهاب وتفاقم الأعراض.
  • الكحوليات: تزيد من خطر هشاشة العظام وتتداخل مع الأدوية.
  1. فول الصويا ومنتجاته:

  • يُفضل تقليل استهلاك التوفو، وحليب الصويا، والإيدامامي، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن مركبات الصويا قد تتداخل مع وظيفة الغدة الدرقية.

ثانياً: الأطعمة المسموحة والموصى بها (لدعم الغدة والعظام)

يجب التركيز على الأطعمة التي تساعد في تثبيط عمل الغدة، وتوفر العناصر الغذائية الأساسية لتعويض النقص الناتج عن تسارع الأيض:

  1. الخضروات الصليبية (Goitrogens):

  • تساعد هذه المجموعة من الخضروات في تقليل قدرة الغدة على استخدام اليود.
  • تشمل: البروكلي، القرنبيط، الملفوف (الكرنب)، اللفت، الفجل، والبوك تشوي.
  •  يُفضل تناول هذه الخضروات مطبوخة بدلاً من النيئة لزيادة الفائدة.
  1. الأطعمة الغنية بالسيلينيوم:

  • السيلينيوم ضروري لتنظيم هرمونات الغدة الدرقية وحماية أنسجتها.
  • المصادر: الجوز البرازيلي (الاعتدال مهم جداً، حبتان يومياً كافيتان)، بذور دوار الشمس، الشوفان، ولحوم الدواجن الخالية من الدهون.
  1. الكالسيوم وفيتامين د (لدعم صحة العظام):

  • فرط نشاط الغدة يزيد من خطر هشاشة العظام.
  • المصادر: حليب اللوز أو الأرز أو الشوفان المُدعم، الخضراوات الورقية الداكنة (مثل السبانخ والكرنب الأخضر)، والفاصوليا البيضاء.
  1. الدهون الصحية ومضادات الأكسدة:

  • التركيز على الدهون غير المشبعة التي تساعد في تقليل الالتهاب ودعم الهرمونات.
  • المصادر: زيت الزيتون البكر، الأفوكادو، والمكسرات والبذور غير المملحة.
  • الفواكه والخضروات الملونة (التوت، الكرز، الطماطم): توفر مضادات الأكسدة لمحاربة الجذور الحرة.
  1. الزنك والحديد:

  •  هذان المعدنان مهمان لوظيفة الغدة والجهاز المناعي.
  •  المصادر: لحم البقر والضأن (بكميات معتدلة)، الحمص، بذور اليقطين (القرع)، والكاجو.

ثالثاً: نصائح يومية إجرائية

  • الترطيب: حافظي على شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل (غير الكافيين) على مدار اليوم.
  • توقيت الدواء: إذا كنتِ تتناولين دواءً للغدة، يجب تناوله على معدة فارغة في الصباح، لا تتناولي مكملات الكالسيوم أو الحديد أو منتجات الألبان خلال الساعات الأربع التي تلي الدواء، لأنها تعيق امتصاصه.
  • الطهي: يقلل الطهي من محتوى اليود في الأطعمة، لذا يُفضل طهي الخضروات الصليبية.

اقرئي أيضًا: اضرار ادوية التخسيس: ما يجب أن تعرفيه قبل استخدامها

رجيم نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة

الأكل الممنوع لمرضى الغدة الدرقية النشطة

الأكلات الممنوعة لمرضى الغدة الدرقية النشطة أو التي يجب الحد منها لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية (الغدة النشطة) هي تلك التي تزيد من إنتاج الهرمونات أو تفاقم الأعراض المرتبطة بزيادة الأيض، إليك قائمة بالأكل الممنوع لمرضى الغدة الدرقية النشطة:

أولاً: الأكل الممنوع لمرضى الغدة الدرقية النشطة: الأطعمة والمكونات عالية اليود

اليود هو المادة الخام التي تستخدمها الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات (T3 و T4)، لذا فإن تقليل اليود هو خطوة رئيسية في إدارة فرط النشاط.

  1. الملح المُدعّم باليود (Iodized Salt): يجب استبداله بالملح غير المُدعّم باليود.
  2. الأعشاب البحرية ومنتجات الطحالب: مثل النوري، والواكامي، والكومبو، والدولسي، وهي المصدر الأغنى باليود في الطبيعة.
  3. المأكولات البحرية: الأكلات الممنوعة لمرضى الغدة الدرقية النشطة، الأسماك (خاصة أسماك المياه المالحة)، المحار، الجمبري (القريدس)، والمحار.
  4. منتجات الألبان (بكميات كبيرة): الأكلات الممنوعة لمرضى الغدة الدرقية النشطة، الحليب، الجبن، والزبادي، قد يُسمح ببدائل الألبان غير المدعمة باليود.
  5. صفار البيض: يحتوي على كمية كبيرة من اليود مقارنة ببياض البيض.
  6. بعض المكملات الغذائية: مثل زيت السمك (Fish Oil)، والفيتامينات المتعددة التي تحتوي على اليود.

ثانياً: المنبهات ومسببات الخفقان

تزيد هذه الأطعمة من الأعراض الجسدية المرافقة لفرط النشاط (مثل القلق والخفقان وتسارع ضربات القلب).

  1. الكافيين: القهوة، الشاي الأسود القوي، مشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية.
  2. الأطعمة الغنية بالسكر والفركتوز: الحلويات المصنعة، الكعك، العصائر المحلاة، وشراب الذرة عالي الفركتوز.
  3. الكحول: يؤدي إلى تفاقم الأرق والجفاف وقد يزيد من خطر هشاشة العظام المرتبطة بالمرض.

ثالثاً: الأطعمة التي قد تزيد الالتهاب أو تعيق العلاج

  1. الجلوتين والقمح (حسب الحالة): إذا كان فرط النشاط ناجماً عن مرض مناعي (مثل داء غريفز)، قد يوصي بعض الأطباء بتجنب الجلوتين لتقليل الاستجابة المناعية والالتهاب.
  2. فول الصويا ومنتجاته: مثل حليب الصويا والتوفو، لأنها قد تتداخل مع عمل الغدة الدرقية وتزيد من التضخم (Goiter).
  3. الدهون غير الصحية: الأطعمة المقلية والدهون المتحولة والزيوت النباتية المهدرجة التي تزيد الالتهاب في الجسم.
  4. الصبغات الحمراء المصنعة: خاصة صبغة Red Dye #3 التي تحتوي على اليود.

ملحوظة: يجب على مرضى الغدة الدرقية النشطة دائماً استشارة طبيب الغدد الصماء وأخصائي التغذية لتحديد الحمية الأنسب لحالتهم الصحية وعلاجهم الحالي.

ماذا يأكل مريض الغدة الدرقية النشطة؟

ماذا يأكل مريض الغدة الدرقية النشطة؟ 

ماذا يأكل مريض الغدة الدرقية النشطة؟ إليك ملخص لما يجب أن يأكله مريض الغدة الدرقية النشطة (فرط نشاط الغدة الدرقية):

الأطعمة المسموحة والموصى بها 

  1. الخضروات الصليبية (Goitrogens): للمساعدة في تقليل استخدام الغدة لليود.

ماذا يأكل مريض الغدة الدرقية النشطة؟ مثال: البروكلي، القرنبيط (الزهرة)، الملفوف (الكرنب)، واللفت، (يُفضل تناولها مطبوخة).

  1. الأطعمة قليلة اليود:
  • الملح غير المُدعّم باليود.
  • بياض البيض (تجنب الصفار).
  •  الفواكه الطازجة واللحوم غير البحرية (مثل الدجاج ولحم البقر بكميات معتدلة).
  1. الأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات الداعمة:
  • السيلينيوم: الجوز البرازيلي (حبة أو حبتين يومياً)، بذور دوار الشمس، الشوفان.
  •  الكالسيوم وفيتامين د: لدعم صحة العظام المتضررة، الألبان البديلة المدعمة (حليب اللوز أو الأرز)، والسبانخ، والفاصوليا البيضاء.
  • الزنك والحديد: لحم البقر، الكاجو، الحمص، وبذور اليقطين.
  1. الدهون الصحية ومضادات الأكسدة:
  •  زيت الزيتون، الأفوكادو.
  • الفواكه الملونة مثل التوت والفراولة.
  • نصيحة سريعة: الهدف هو اتباع نظام غذائي قليل اليود وغني بالخضروات الصليبية والمعادن التي تدعم العظام والمناعة.

(ملاحظة: استشيري طبيبك دائماً قبل تغيير نظامك الغذائي).

اقرئي أيضًا: اضطراب نشاط الغدة الدرقية وكيفية التعامل معها

رجيم نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة

نموذج رجيم نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة، يركز هذا النموذج على تقليل اليود والمنبهات، مع التركيز على الخضروات الصليبية والمعادن الداعمة.

ملاحظات أساسية قبل البدء في رجيم نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة:

  1. الاستشارة الطبية: هذا مجرد نموذج إرشادي. يجب عليك استشارة طبيب الغدد الصماء أو أخصائي التغذية لتصميم نظام يناسب حالتك العلاجية (خاصة إذا كنت تخضع لعلاج باليود المشع).
  2. المنهج: جميع الأطعمة يجب أن تُعد باستخدام ملح غير مُدعّم باليود.
  3. توقيت الدواء: إذا كنت تتناول دواء الغدة، تأكد من تناوله قبل ساعة كاملة من الوجبة وبعيداً عن الكالسيوم/الحديد بـ 4 ساعات.

نموذج نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة بشكل يومي:

  • الصباح الباكر (قبل الإفطار):
  • كوب ماء دافئ أو ماء مع عصير نصف ليمونة.
  • (إذا كنت تتناولين دواء الغدة، فهو الوقت المناسب لتناوله قبل الوجبة).

وجبة الإفطار:

  • الخيار الأول (سيلينيوم وكربوهيدرات معقدة): كوب من دقيق الشوفان المطبوخ بالماء أو بحليب اللوز (غير المُدعّم باليود)، مع إضافة ملعقة من بذور الشيا ونصف حبة جوز برازيلي (للسيلينيوم).
  • الخيار الثاني (بروتين): 2 بياض بيض مخفوق بزيت الزيتون (تجنب صفار البيض)، مع شريحة خبز أسمر خالية من الملح أو منتجات الألبان.
  • المشروب: شاي أعشاب خالٍ من الكافيين (مثل النعناع أو البابونج).

وجبة خفيفة (سناك) منتصف اليوم:

  • حفنة صغيرة من المكسرات غير المملحة (مثل الكاجو أو اللوز).
  • قطعة فاكهة قليلة السكر (مثل التفاح أو البرتقال).

وجبة الغداء:

  • البروتين: صدر دجاج مشوي أو مطبوخ (بكمية معتدلة)، أو لحم بقري/ضأن قليل الدهن.
  • الخضروات الصليبية: طبق جانبي من البروكلي أو القرنبيط المطبوخ على البخار مع رشة زيت زيتون.
  • الكربوهيدرات المعقدة: نصف كوب من الأرز الأبيض أو الأرز البني أو البطاطا الحلوة المسلوقة.

وجبة خفيفة (سناك) بعد الظهر:

  • حمص مهروس (مُعد بملح غير مُيودن) مع أعواد الجزر أو الخيار.
  • أو كوب من حليب الأرز/اللوز المُدعم بالكالسيوم.

وجبة العشاء:

  •  حساء خفيف: حساء الخضروات الموسمية (باستثناء الأعشاب البحرية).
  • سلطة خضراء: سبانخ وكرنب أخضر (مصدر للكالسيوم)، مع طماطم وفلفل رومي، وتتبيلة من زيت الزيتون وعصير الليمون.
  • بروتين نباتي: طبق من العدس أو الفاصوليا البيضاء (مصدر للحديد).

قبل النوم:

  • كوب من شاي البابونج أو أي مشروب عشبي مهدئ (يساعد على النوم وتخفيف أعراض فرط النشاط).

أهم التذكيرات اليومية:

  • الكافيين والسكريات: تجنبيها تماماً (القهوة، الشاي الأسود، المشروبات الغازية).
  • الترطيب: شرب 8 أكواب ماء على الأقل يومياً.
  • الطبخ: اعتمدي على المكونات الطازجة والمُعدّة منزلياً لتجنب اليود والصبغات الموجودة في الأطعمة المصنعة والجاهزة.
  •  الألبان والمأكولات البحرية: تجنبيها بالكامل.

 

وفي الختام، يتضح أن إدارة فرط نشاط الغدة الدرقية تتجاوز حدود العلاج الدوائي لتشمل التزاماً واعياً بنظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة، إن تقليل مصادر اليود، والابتعاد عن المنبهات، والتركيز على الخضروات الصليبية والمعادن الداعمة كالسيلينيوم والكالسيوم، ليست مجرد خيارات عشوائية، بل هي استراتيجيات غذائية فعالة تساهم بشكل مباشر في تهدئة الغدة، وتخفيف الأعراض المزعجة، وحماية الجسم من مضاعفات تسارع الأيض، تذكري أن رحلة التعايش مع الغدة الدرقية النشطة هي رحلة توازن، تبدأ من طبقك اليومي وتنتهي باستقرار حالتك الصحية، لا تجعلي هذا النظام قيداً، بل اجعليه أسلوب حياة داعماً يساعدك على استعادة الهدوء والتحكم في طاقتك، إذا كنتِ تبحثين عن المزيد من الإرشادات التفصيلية، والوصفات الصحية المبتكرة، والنصائح المتخصصة لإدارة حالتك المزمنة بكفاءة، ندعوكِ لزيارة موقع “طلة”، ستجدين هناك كل ما يلزمكِ للحفاظ على “طلتك” المشرقة وصحتك المستقرة، بدءاً من التغذية السليمة وصولاً إلى أنماط الحياة الصحية المتكاملة.

 

المصادر:

What Is a Hyperthyroidism Diet?

شارك المقالة مع اصدقائك

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *