الغدة الدرقية، تلك الفراشة الصغيرة الواقعة في مقدمة العنق، واحدة من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، وذلك لدورها المحوري في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية، فهي بمثابة قائد الأوركسترا الذي يضبط إيقاع عمليات الأيض، ونمو الخلايا، وحتى المزاج ومستويات الطاقة، تفرز هذه الغدة هرمونات حيوية تتحكم في كيفية استخدام الجسم للطاقة، وتؤثر على كل خلية ونسيج وعضو تقريباً، عندما تعمل الغدة الدرقية بكفاءة، ينعم الجسم بتوازن داخلي دقيق يسمح له بالقيام بوظائفه على أكمل وجه، ولكن، أي خلل في نشاطها، سواء كان إفراطًا أو قصورًا، يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المشكلات الصحية المتنوعة التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد، في هذا المقال، سنتعرف على نشاط الغدة الدرقية، وأعراض نشاط الغدة الدرقية للنساء، ومشروبات تقلل من نشاط الغدة الدرقية، وكم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية، وأهميتها، والعواقب المترتبة على اضطراباتها.
أسباب نشاط الغدة الدرقية
هناك عدة أسباب رئيسية لفرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)، والذي يعني إفراز الغدة لكميات كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين)، إليكِ أبرز أسباب نشاط الغدة الدرقية:
- داء غريفز (Graves’ Disease)
يُعد داء غريفز السبب الأكثر شيوعًا لأسباب نشاط الغدة الدرقية، وهو اضطراب مناعي ذاتي، أي أن الجهاز المناعي في الجسم يهاجم الغدة الدرقية عن طريق إنتاج أجسام مضادة (تدعى الأجسام المضادة المحفزة للغدة الدرقية – TSI) تحفز الغدة على إنتاج كميات مفرطة من الهرمونات.
- العقيدات الدرقية النشطة (Toxic Nodular Goiter / Toxic Adenoma)
تظهر هذه الحالة عندما تتطور عقيدات (زوائد) غير سرطانية داخل الغدة الدرقية وتبدأ هذه العقيدات بإفراز كميات زائدة من هرمونات الغدة الدرقية بشكل مستقل عن سيطرة الجسم. قد تكون عقيدة واحدة (ورم غدي سام) أو عدة عقيدات (الدراق متعدد العقيدات السام)، غالبًا ما تُرى هذه الحالة لدى كبار السن.
- التهاب الغدة الدرقية (Thyroiditis)
يشير التهاب الغدة الدرقية إلى التهاب الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يؤدي إلى تسرب هرمونات الغدة الدرقية المخزنة منها إلى مجرى الدم، ما يسبب فرط نشاط مؤقت، هناك عدة أنواع من التهاب الغدة الدرقية، منها:
- التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد (Subacute Thyroiditis): غالبًا ما يكون سببه عدوى فيروسية.
- التهاب الغدة الدرقية التالي للولادة (Postpartum Thyroiditis): يحدث لدى بعض النساء بعد الولادة.
- التهاب الغدة الدرقية الصامت أو غير المؤلم (Painless Thyroiditis): يعتقد أنه ذو طبيعة مناعية ذاتية.
- زيادة اليود في الجسم
اليود عنصر أساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، إذا زادت مستويات اليود بشكل كبير في الجسم، قد يؤدي ذلك إلى فرط نشاط الغدة الدرقية لدى بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين لديهم استعداد لذلك. يمكن أن يحدث هذا بسبب:
- تناول بعض الأدوية التي تحتوي على نسبة عالية من اليود، مثل دواء الأميودارون (يُستخدم لعلاج اضطرابات ضربات القلب).
- استخدام صبغات التباين التي تحتوي على اليود في بعض الفحوصات التصويرية (مثل الأشعة المقطعية).
- التعرض لكميات كبيرة من اليود في النظام الغذائي، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص اليود تاريخياً ثم يتم إدخال اليود إلى نظامهم الغذائي بشكل مفاجئ.
- الأورام الحميدة في الغدة النخامية (Pituitary Adenoma)
في حالات نادرة جدًا، يمكن أن يؤدي ورم حميد في الغدة النخامية (التي تتحكم في الغدة الدرقية) إلى إفراز كميات زائدة من الهرمون المحفز للدرقية (TSH)، ما يحفز الغدة الدرقية على إنتاج هرمونات أكثر من اللازم.
- تناول جرعات زائدة من هرمونات الغدة الدرقية
يمكن أن يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية إذا تناول شخص يعالج بقصور الغدة الدرقية جرعات زائدة من أدوية هرمون الغدة الدرقية، أو إذا تناول شخص سليم هذه الأدوية لأي سبب.
أعراض نشاط الغدة الدرقية للنساء
يُعرف فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) بأنه حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كميات زائدة من هرموناتها، ما يسرّع من وتيرة عمليات الأيض في الجسم، ورغم أن العديد من الأعراض قد تظهر على كل من الرجال والنساء، إلا أن هناك بعض الأعراض التي قد تكون أكثر بروزًا أو تأثيرًا على النساء، أعراض نشاط الغدة الدرقية للنساء:
- تغيرات في الدورة الشهرية: يمكن أن يصبح الحيض أخف، أو أقل تكرارًا، أو قد يتوقف تمامًا (انقطاع الطمث).
- مشاكل الخصوبة والحمل: قد يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على القدرة على الحمل، ويزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل مثل الإجهاض، الولادة المبكرة، أو تسمم الحمل.
- ترقق وهشاشة العظام (هشاشة العظام): مع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من هرمونات الغدة الدرقية إلى تسريع فقدان كثافة العظام، ما يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام، خاصة بعد انقطاع الطمث.
- تساقط الشعر وتقصف الأظافر: يصبح الشعر رقيقًا وهشًا، وقد يزداد تساقطه، كما تصبح الأظافر ضعيفة وسهلة التكسر.
- مشاكل في الجلد: قد تلاحظ بعض النساء أن جلدهن أصبح رقيقًا، دافئًا، ورطبًا بشكل مفرط، في حالات داء غريفز، قد يحدث اعتلال غريفز الجلدي (Pretibial myxedema)، حيث يتورم الجلد ويصبح سميكًا ومحمرًا، خاصة في منطقة الساقين والقدمين.
أعراض عامة لفرط نشاط الغدة الدرقية (تظهر لدى الجنسين ولكن قد تلاحظها النساء أيضًا):
بالإضافة إلى الأعراض الخاصة بالنساء، هناك مجموعة واسعة من الأعراض التي تعكس زيادة نشاط الجسم بشكل عام:
- خفقان القلب وزيادة معدل ضربات القلب: الشعور بأن القلب ينبض بسرعة أو بقوة غير طبيعية، حتى في أوقات الراحة.
- فقدان الوزن غير المبرر: على الرغم من زيادة الشهية وتناول كميات أكبر من الطعام، قد يحدث فقدان ملحوظ في الوزن.
- العصبية، القلق، وسهولة الاستثارة: الشعور بالتوتر الدائم، القلق، الهياج، وصعوبة التركيز.
- رعشة اليدين والأصابع: رجفة خفيفة وغير إرادية في اليدين والأصابع.
- زيادة التعرق وعدم تحمل الحرارة: الشعور بالحر الشديد والتعرق المفرط حتى في الأجواء الباردة نسبيًا.
- مشاكل النوم (الأرق): صعوبة في الخلود إلى النوم أو الاستمرار فيه.
- زيادة حركة الأمعاء: قد يؤدي إلى زيادة عدد مرات التبرز أو الإسهال.
- تضخم الغدة الدرقية (الدُّراق): قد تلاحظ تورمًا في قاعدة العنق.
- ضعف العضلات والتعب: على الرغم من زيادة مستويات الطاقة الأولية، قد يشعر الشخص لاحقًا بالإرهاق وضعف العضلات.
- مشاكل العينين (خاصة في داء غريفز): مثل جحوظ العينين، جفاف العين، تهيج العين، الحساسية للضوء، أو ازدواج الرؤية.
اقرئي أيضًا: أسباب خلل الهرمونات عند النساء وكيفية التعامل معه
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
يهدف علاج فرط نشاط الغدة الدرقية إلى خفض مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى المعدل الطبيعي، وتخفيف الأعراض المزعجة التي تسببها هذه الحالة، يعتمد اختيار العلاج الأمثل على عدة عوامل، منها سبب فرط النشاط، شدة الحالة، عمر المريض، حالته الصحية العامة، وتفضيلاته الشخصية.
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية (Antithyroid Medications)
تُعد هذه الأدوية الخيار الأول غالبًا، وتعمل عن طريق منع الغدة الدرقية من إنتاج هرموناتها الزائدة.
- أشهر الأدوية:
- ميثيمازول (Methimazole): يُعد الأكثر شيوعًا وفاعلية، ويُفضل استخدامه في معظم الحالات.
- بروبيل ثيوراسيل (Propylthiouracil – PTU): يُستخدم غالبًا في حالات معينة، مثل الثلث الأول من الحمل، أو للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل الميثيمازول، ولكنه قد يرتبط بمخاطر أكبر على الكبد.
- مدة العلاج: قد يحتاج المريض لتناول هذه الأدوية لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى عامين أو أكثر، تبدأ الأعراض في التحسن عادةً بعد بضعة أسابيع من بدء العلاج.
- الآثار الجانبية: قد تشمل الطفح الجلدي، الغثيان، آلام المفاصل، وفي حالات نادرة جدًا قد تحدث آثار جانبية خطيرة مثل انخفاض حاد في عدد كريات الدم البيضاء (نقص المحببات) أو مشاكل في الكبد، مما يستدعي مراقبة دورية.
- حاصرات بيتا (Beta-Blockers)
لا تُعالج حاصرات بيتا السبب الرئيسي لفرط نشاط الغدة الدرقية، ولكنها تساعد بشكل فعال في تخفيف الأعراض الفورية مثل سرعة ضربات القلب، الرعشة، القلق، والتعرق، تُستخدم عادةً لفترة قصيرة حتى تبدأ الأدوية المضادة للغدة الدرقية أو العلاجات الأخرى في إظهار مفعولها.
- أمثلة: بروبرانولول (Propranolol) وأتينولول (Atenolol).
- العلاج باليود المشع (Radioactive Iodine Therapy – RAI)
يُعد هذا العلاج خيارًا فعالًا ودائمًا في كثير من الحالات، ويعمل عن طريق تدمير خلايا الغدة الدرقية المفرطة النشاط.
- كيفية عمله: يتم إعطاء جرعة واحدة من اليود المشع (عادةً عن طريق الفم)، والذي تمتصه خلايا الغدة الدرقية النشطة بشكل خاص، يعمل هذا اليود المشع على تدمير الخلايا تدريجيًا.
- النتائج: قد يستغرق ظهور التأثير الكامل للعلاج عدة أسابيع أو أشهر.
- الآثار الجانبية المحتملة: غالبًا ما يؤدي العلاج باليود المشع إلى قصور دائم في نشاط الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، ما يتطلب تناول هرمون الغدة الدرقية التعويضي (الليفوثيروكسين) مدى الحياة، يعتبر هذا الأمر أسهل في العلاج من فرط النشاط، قد لا يكون مناسبًا للحوامل أو المرضعات.
- الجراحة (Thyroidectomy)
تُعد الجراحة (استئصال الغدة الدرقية كليًا أو جزئيًا) خيارًا دائمًا يُلجأ إليه في حالات معينة:
- إذا لم تستجب الغدة الدرقية للعلاجات الأخرى.
- في حال وجود تضخم كبير في الغدة الدرقية يسبب صعوبة في التنفس أو البلع.
- عند وجود عقيدات مشتبه بها أو مؤكدة بأنها سرطانية.
- عند عدم القدرة على تحمل الأدوية المضادة للغدة الدرقية أو رفض العلاج باليود المشع.
- في بعض حالات الحمل التي لا يمكن السيطرة عليها بالأدوية.
- النتائج: يؤدي استئصال الغدة الدرقية إلى قصور دائم في نشاطها، ما يستلزم تناول هرمون الغدة الدرقية التعويضي (الليفوثيروكسين) مدى الحياة.
- المخاطر: تتضمن المخاطر المحتملة تلف الأعصاب التي تتحكم في الأحبال الصوتية، أو تلف الغدد الجار درقية (التي تتحكم في مستويات الكالسيوم).
كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية
تختلف مدة علاج فرط نشاط الغدة الدرقية باختلاف طريقة العلاج المختارة، اعرفي كم يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية:
-
- عادةً ما يستمر العلاج بهذه الأدوية لمدة تتراوح بين 18 شهرًا إلى عامين، وقد يحتاج بعض المرضى إلى فترة أطول.
- تبدأ الأعراض في التحسن عادةً خلال بضعة أسابيع من بدء العلاج.
- العلاج باليود المشع:
- قد يستغرق ظهور التأثير الكامل للعلاج باليود المشع 3 إلى 6 أشهر أو أكثر.
- في بعض الحالات، قد يسيطر على مستويات الهرمونات في غضون 7-10 أيام إذا تم وصفه بجرعات عالية.
- الجراحة (استئصال الغدة الدرقية):
- تُعد الجراحة علاجًا دائمًا، وتظهر نتائجها فورًا بعد العملية.
- بعد الجراحة، سيحتاج المريض إلى تناول هرمون الغدة الدرقية البديل (مثل الليفوثيروكسين) مدى الحياة لتعويض الهرمونات التي لم تعد تنتجها الغدة.
مشروبات تقلل من نشاط الغدة الدرقية
عند الحديث عن المشروبات التي قد تساعد في تقليل نشاط الغدة الدرقية، من المهم جدًا التأكيد أن هذه المشروبات أو الأعشاب ليست علاجًا بديلاً للأدوية الموصوفة من الطبيب، إنها قد تكون عوامل مساعدة في بعض الحالات، ولكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل إدخال أي تغييرات كبيرة على نظامك الغذائي أو استخدام أي مكملات عشبية، خاصةً إذا كنت تتناول أدوية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، إليكِ مشروبات تقلل من نشاط الغدة الدرقية:
- شاي المليسة (Lemon Balm):
- تُعرف المليسة بخصائصها المهدئة، وقد تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تساعد في تقليل امتصاص اليود في الغدة الدرقية، وهو ما قد يقلل من إنتاج الهرمونات الزائدة، يمكن شربها كشاي دافئ.
- شاي القسط الهندي:
- يُذكر في بعض المصادر أن القسط الهندي يحتوي على مركبات قد تساعد في تقليل إفراز الهرمونات الزائدة من الغدة الدرقية، يمكن تناوله كمطحون مع الماء أو شربه كشاي.
- عشبة البوق (Bugleweed):
- يعتقد أن هذه العشبة، التي تنتمي لعائلة النعناع، قد تساعد في تقليل كمية هرمون الثيروكسين (T4) وإبطاء تحويله إلى هرمون ثُلاثي اليودوثيرونين (T3)، وهما الهرمونان الرئيسيان للغدة الدرقية.
- شاي ذنب الأسد (Motherwort):
- نظرًا لأن فرط نشاط الغدة الدرقية غالبًا ما يسبب خفقان القلب وزيادة ضرباته، فإن عشبة ذنب الأسد قد تساعد في تنظيم ضربات القلب وتخفيف العصبية المرتبطة بهذه الحالة.
- الشاي الأخضر:
- يحتوي الشاي الأخضر على مضادات الأكسدة ومركبات الفلافونويد التي قد يكون لها تأثيرات إيجابية على الصحة العامة، وقد تشير بعض الأبحاث إلى أنها قد تقلل من نشاط هرمونات الغدة الدرقية، ولكن يجب الانتباه إلى محتواه من الكافيين الذي قد يزيد من أعراض فرط النشاط لدى البعض.
- عصائر الخضروات الورقية الخضراء:
- مشروبات مثل عصير الخس، البقدونس، الكزبرة، والكرفس، تُعتبر غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات (مثل فيتامين A و C) التي تدعم الصحة العامة وتساعد في إزالة السموم من الجسم، هذه الخضروات الصليبية تحتوي أيضًا على مركبات تُسمى “الجويتروجينات” التي يمكن أن تعيق امتصاص اليود في الغدة الدرقية، وبالتالي قد تساهم في تقليل نشاطها، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة، من الأفضل طهيها لتقليل تأثير هذه المركبات.
- ماء الليمون/عصير الليمون:
- يُعتقد أن إضافة عصير الليمون إلى الماء الدافئ وشربه في الصباح قد يساعد في تحفيز عملية الهضم وتنظيم السوائل في الجسم، وقد يساهم في تثبيط بعض الإنزيمات التي تؤدي إلى فرط إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
اقرئي أيضًا: كيفية التخلص من الذقن المزدوجة
اضرار نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية، المعروف طبياً باسم “فرط الدرقية” (Hyperthyroidism)، هو حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كمية زائدة من هرموناتها، ما يؤدي إلى تسريع عملية الأيض في الجسم، إذا لم يتم علاج هذه الحالة، يمكن أن تسبب مجموعة واسعة من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على العديد من أعضاء الجسم، إليكِ اضرار نشاط الغدة الدرقية:
- على القلب والأوعية الدموية
مشاكل القلب من أخطر مضاعفات واضرار نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي تسارع الأيض إلى:
- تسارع ضربات القلب (Tachycardia): حيث تتجاوز نبضات القلب 100 نبضة في الدقيقة.
- عدم انتظام ضربات القلب (الرجفان الأذيني): وهو اضطراب في نظم القلب يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- فشل القلب الاحتقاني: وهي حالة لا يستطيع فيها القلب ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم.
- على العظام
هرمونات الغدة الدرقية لها دور في عملية بناء العظام والحفاظ على كثافتها، عندما تزيد هذه الهرمونات عن مستواها الطبيعي، فإنها تسرّع من عملية فقدان الكالسيوم من العظام، ما يجعلها أضعف وأكثر هشاشة.
- هشاشة العظام (Osteoporosis): يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية غير المعالج إلى ضعف العظام وزيادة خطر التعرض للكسور.
- على الجهاز العصبي والنفسي
يمكن أن تؤثر زيادة هرمونات الغدة الدرقية على الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب:
- القلق والتوتر: الشعور المستمر بالتوتر والعصبية.
- الرعاش (Tremors): اهتزاز خفيف في اليدين والأصابع.
- صعوبة النوم: الأرق أو عدم القدرة على الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- على العينين
في بعض الحالات المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية (خاصة داء غريفز)، قد يسبب المرض مشاكل في العين تُعرف باسم “اعتلال العين الدرقي”.
- جحوظ العينين: بروز ملحوظ للعينين.
- احمرار وجفاف وتهيج: الشعور بوجود جسم غريب في العينين.
- ازدواج الرؤية: رؤية صورة مزدوجة للشيء الواحد.
- فقدان البصر: في حالات نادرة وشديدة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر.
- على الحمل
فرط نشاط الغدة الدرقية غير المعالج أثناء الحمل يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة للأم والجنين، منها:
- الولادة المبكرة.
- تسمم الحمل: ارتفاع خطير في ضغط الدم في أواخر الحمل.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
- فشل القلب الاحتقاني لدى الأم.
- عاصفة الغدة الدرقية
“عاصفة الغدة الدرقية” (Thyroid Storm) من أشد وأخطر مضاعفات فرط نشاط الغدة الدرقية، هي حالة نادرة ومهددة للحياة وتتطلب رعاية طبية طارئة، تحدث عندما تطلق الغدة الدرقية فجأة كميات كبيرة وخطيرة من هرموناتها، ما يؤدي إلى:
- حمى شديدة.
- تسارع ضربات القلب بشكل مفرط.
- القيء والإسهال.
- الارتباك والهذيان.
التشخيص والعلاج المبكر لفرط نشاط الغدة الدرقية ضروريان لتجنب هذه المضاعفات، إذا كنت تشعر بأي من الأعراض، فمن المهم استشارة الطبيب.
تجربتي مع نشاط الغدة الدرقية
بدأت تجربتي مع نشاط الغدة الدرقية بشكل تدريجي ومحير، في البداية، لاحظت أنني أصبحت عصبية أكثر من المعتاد، وأن قلبي يدق بسرعة حتى وأنا مرتاحة.
كنت أعزو ذلك إلى التوتر اليومي أو قلة النوم، فقدت بعض الوزن بشكل غير مبرر، على الرغم من أن شهيتي كانت مفتوحة، شعرت بحرارة شديدة طوال الوقت، وكنت أتعرق بسهولة، حتى في الأيام الباردة، كان النوم صعبًا، وكانت يداي ترتجفان بشكل خفيف، في البداية، لم أربط هذه الأعراض ببعضها.
عندما أصبحت الأعراض أكثر وضوحًا وتأثيرًا على حياتي اليومية، قررت زيارة الطبيب، بعد الفحص السريري وطلب تحاليل الدم لهرمونات الغدة الدرقية (TSH, T3, T4)، جاء التشخيص: فرط نشاط الغدة الدرقية، كانت هذه لحظة مفصلية، حيث بدأت أفهم ما يمر به جسدي، بدأ الطبيب العلاج باستخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية، ومع مرور الأسابيع، بدأت ألاحظ تحسنًا تدريجيًا، شعرت بهدوء أكبر، وانخفضت سرعة ضربات قلبي، واستعدت نومي الطبيعي، كانت المتابعة الدورية للتحاليل ضرورية لضبط جرعات الدواء.
تجربتي مع نشاط الغدة الدرقية علمتني أهمية الاستماع لجسدي والبحث عن المساعدة الطبية عند الحاجة، إنها رحلة تتطلب صبرًا والتزامًا بالعلاج والمتابعة الدورية، أصبحت أكثر وعيًا بنظامي الغذائي وأسلوب حياتي لدعم صحة الغدة الدرقية. الأهم هو أنني تعلمت أن فرط نشاط الغده الدرقية، على الرغم من تحدياته، هو حالة يمكن التحكم فيها بشكل فعال من خلال التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
وفي الختام، يتبين لنا أن نشاط الغدة الدرقية ليست مجرد عضو صغير في الجسم، بل هي دينامو حيوي ينظم إيقاع حياتنا بأكملها، من عمليات الأيض إلى الحالة المزاجية، ومن انتظام الدورة الشهرية إلى صحة العظام، تلعب هرموناتها دورًا لا غنى عنه، ولذلك، فإن فهم طبيعة نشاطها، والتعرف على علامات وأعراض فرط النشاط، يعد خطوة أولى وحاسمة نحو الحفاظ على صحتنا وعافيتنا، إن أي خلل في هذا التوازن الدقيق يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، ما يستلزم التشخيص المبكر والعلاج الفعال، لا تدعي الأعراض تتراكم أو تتجاهلي التغيرات التي تطرأ على جسدك، صحتك هي أولويتك القصوى، إذا كنتِ تشعرين بأي من الأعراض التي ذكرناها، أو لديكِ أي مخاوف بشأن صحة الغدة الدرقية، فلا تترددي في استشارة الطبيب المختص، ندعوكِ لزيارة موقع طلة المتخصص في تقديم محتوى شامل وموثوق للعناية بالمرأة في جميع جوانب حياتها، ستجدين هناك مقالات، نصائح، ودلائل قيمة لمساعدتك على فهم جسمك بشكل أفضل واتخاذ قرارات صحية مستنيرة، زوري موقع طلة الآن لتخطين خطوتك الأولى نحو حياة صحية ومتوازنة.
المصادر:
