التعلق المرضي

هل سبق لك أن شعرت بأن قلبك يتوق إلى شخص ما لدرجة تجعلك تشعر بالضياع والانزعاج عند الابتعاد عنه؟ هل تجد نفسك تفكر فيه باستمرار وتخشى فقدانه؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون تعاني من التعلق المرضي، في هذا المقال، سنتعرف على أسباب التعلق المرضي، وعلاماته، وأعراضه، وكيف يؤثر على حياتنا، كما سنستكشف طرق العلاج المختلفة للتعامل مع التعلق المرضي.

اسباب التعلق المرضي  

التعلق المرضي هو حالة عاطفية معقدة تتجاوز الحب العادي، حيث يصبح الشريك مركزًا لكل اهتمامات الفرد، ويتحول إلى حاجة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، حيث تتعدد الأسباب وتتداخل، ولكن يمكننا تلخيصها في النقاط التالية:

تجربة الطفولة:

    • الاهمال العاطفي: الطفل الذي لم يحصل على الحب الكافي من والديه، قد يبحث عنه بشدة في علاقاته المستقبلية.
    • الإساءة: التعرض للإساءة الجسدية أو العاطفية في الطفولة يترك ندوبًا عميقة في النفس، ويؤدي إلى صعوبة في بناء علاقات صحية.
    • تدني احترام الذات: الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات يميلون إلى البحث عن التقدير والإعجاب من الآخرين، ما قد يؤدي إلى التعلق المرضي.
    • الخوف من الرفض: الخوف الشديد من الرفض يدفع الشخص إلى التشبث بشريكه، حتى لو كان ذلك على حساب سعادته.
    • الخوف من الوحدة: قد يكون الخوف الشديد من الوحدة دافعًا قويًا للتعلق بشخص ما بشكل مفرط.

أسباب شخصية

  • الشخصية القلقية: الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن يميلون إلى القلق بشأن فقدان أحبائهم.
  • الشخصية التابعة: الأشخاص التابعون يعتمدون على الآخرين في اتخاذ القرارات، ما يجعلهم أكثر عرضة للتعلق المرضي.
  • الشخصية المثالية: الأشخاص الذين يميلون إلى تكوين صورة مثالية عن الشريك، قد يشعرون بخيبة أمل عندما لا يتطابق الواقع مع هذه الصورة.

عوامل أخرى

  • الصدمات النفسية: التعرض لصدمات نفسية كبيرة، مثل فقدان شخص عزيز، قد يؤدي إلى التعلق المرضي كآلية دفاعية.
  • العلاقات السابقة الفاشلة: العلاقات السابقة المؤلمة قد تجعل الشخص يخشى تكرار نفس التجربة، ما يدفعه إلى التعلق بشريكه بشكل مفرط.
  • العوامل الثقافية: بعض الثقافات تشجع على التعلق العاطفي الشديد، ما قد يساهم في ظهور هذه المشكلة.

اقرائي ايضا : أنواع الصدمات النفسية: فهم تأثيرها وكيفية التعامل معها

علامات التعلق المرضي


علامات التعلق المرضي

 

التعلق المرضي هو حالة عاطفية معقدة تسبب معاناة كبيرة للشخص المتعلق، يتميز بمجموعة من الأعراض والعلامات التي تؤثر على الحياة اليومية والعلاقات، إليكِ أهم أعراض التعلق المرضي:

  • علامات نفسية:
  • الخوف الشديد من الفراق: الشعور بالقلق والتوتر الشديد عند فكرة الابتعاد عن الشخص المتعلق به، حتى لو لفترة قصيرة.
  • الاندماج التام: فقدان الشعور بالهوية الفردية والاندماج التام في حياة الشريك، وتجاهل اهتماماته الخاصة.
  • الغيرة المفرطة: الشعور بالغيرة الشديدة من أي شخص يقترب من الشريك، حتى الأصدقاء والعائلة.
  • التحكم: الرغبة في التحكم في سلوك الشريك واتخاذ القرارات نيابة عنه.
  • تدني احترام الذات: الشعور بعدم القيمة إلا من خلال العلاقة بالشريك.
  • التقلب المزاجي: التقلب بين مشاعر الحب الشديد والغضب الشديد.
  • الصعوبة في تكوين علاقات أخرى: التركيز بشكل كامل على علاقة واحدة وتجاهل العلاقات الاجتماعية الأخرى.
  • علامات سلوكية:
  • التحقق المستمر: الاتصال المستمر بالشريك، ومراقبة هاتفه، والتحقق من مكانه.
  • إهمال الذات: اهمال الاهتمام بالنفس والصحة والهوايات.
  • تضحية كبيرة: التضحية بكل شيء من أجل الشريك، حتى الحلم والأهداف الشخصية.
  • السلوك التوسلي: اللجوء إلى الأساليب التوسلية للحصول على اهتمام الشريك.
  • السلوك الانتقامي: اللجوء إلى السلوك الانتقامي عند الشعور بالجرح أو الخيانة.
  • علامات  جسدية:
  • الأرق واضطرابات النوم: صعوبة في النوم بسبب القلق المستمر.
  • الصداع والتوتر العضلي: نتيجة التوتر المستمر.
  • مشاكل الجهاز الهضمي: مثل القولون العصبي.

ملاحظة: ليس بالضرورة أن تظهر جميع هذه الأعراض لدى الشخص المتعلق، بل قد تظهر بعضها فقط، كما أن شدة هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر.

أعراض التعلق العاطفي المرضي

بالإضافة إلى الأعراض التي ذكرناها سابقًا، هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى وجود تعلق عاطفي مرضي، والتي يمكن أن تؤثر على مختلف جوانب حياة الفرد.

أعراض سلوكية إضافية:

  • تجنب المشكلات: تجنب الصراع بكل الطرق، حتى لو كان ذلك على حساب احتياجات الفرد، خوفًا من فقدان الشريك.
  • التضحية بالهوايات والاهتمامات: التوقف عن ممارسة الهوايات والاهتمامات الشخصية، والتفرغ تمامًا للشريك.
  • السعي المستمر لإرضاء الشريك: محاولة إرضاء الشريك في كل شيء، حتى لو كان ذلك على حساب سعادة الفرد نفسه.
  • اللجوء إلى السلوكيات المدمرة: مثل الإيذاء الذاتي أو تعاطي المخدرات، للتعبير عن الألم العاطفي.

أعراض عاطفية وإدراكية:

  • الشعور بالوحدة حتى في وجود الشريك: الشعور بالوحدة العاطفية وعدم الشعور بالارتباط الحقيقي بالشريك.
  • صعوبة في الثقة بالآخرين: صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين بسبب الخوف من التعلق بهم.
  • التفكير السلبي: التركيز على الجوانب السلبية في العلاقة، وتوقع الأسوأ.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات: الاعتماد الكلي على الشريك في اتخاذ القرارات.

أعراض جسدية إضافية:

  • اضطرابات الأكل: فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.
  • مشاكل في الجهاز المناعي: ضعف الجهاز المناعي نتيجة التوتر المزمن.

اقرئي أيضًا: كيفية التعامل مع الفقد

كيف تميز بين الحب والتعلق المرضي؟

  • الحب يمنحكِ/يمنحك الشعور بالحرية والسعادة، بينما التعلق المرضي يجعلكِ/يجعلك تشعرين/تشعر بالخوف والقلق.
  • الحب يشجع على النمو الشخصي، بينما التعلق المرضي يعيق النمو الشخصي.
  • الحب يعتمد على الاحترام المتبادل، بينما التعلق المرضي يعتمد على التبعية والسيطرة.

ملاحظة: من المهم التشخيص الدقيق لحالة التعلق المرضي من قبل متخصص في الصحة النفسية، حيث يمكن أن يشبه في بعض الأحيان اضطرابات نفسية أخرى.

كيفية التخلص من التعلق المرضي


كيفية التخلص من التعلق المرضي

 

التعلق المرضي حالة معقدة تتطلب وقتًا وجهدًا للتغلب عليها، ولكنها ليست مستحيلة، هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على التحرر من التعلق المرضي، وإعادة بناء علاقة صحية مع نفسك والآخرين، إليكِ بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها:

  1. الاعتراف بالمشكلة:
  • الوعي: الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود المشكلة وأنك تعاني من التعلق المرضي.
  • قبول الذات: تقبلي نفسك كما أنتِ، مع نقاط ضعفك وقوتك، دون الحكم على نفسك.
  1. البحث عن الدعم:
  • المساعدة المهنية: استشيري معالج نفسي متخصص لمساعدتك في فهم جذور المشكلة وتطوير استراتيجيات للتغلب عليها.
  • مجموعة الدعم: انضمي إلى مجموعة دعم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مماثلة يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
  • الأصدقاء والعائلة: شاركي أحبائك في مشاعرك واحصل على دعمهم وتشجيعهم.
  1. بناء الثقة بالنفس:
  • تقدير الذات: ركزي على نقاط قوتك وإنجازاتك، وذكري نفسك بمدى قيمتك.
  • تحدي الأفكار السلبية: استبدلي الأفكار السلبية بأفكار إيجابية وبناءة.
  • العناية بالنفس: خصصي وقتًا لنفسك لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل ممارسة الرياضة أو قراءة الكتب.
  1. تطوير مهارات التواصل:
  • التعبير عن المشاعر: تعلمي كيفية التعبير عن مشاعرك بشكل صحي وبناء.
  • الاستماع الفعال: تعلمي كيفية الاستماع إلى الآخرين وفهم وجهة نظرهم.
  • حل المشكلات: تعلمي كيفية حل المشكلات بطريقة بناءة.
  1. بناء علاقات صحية:
  • تحديد الحدود: حددي حدودًا واضحة في علاقاتك مع الآخرين.
  • تطوير علاقات متنوعة: لا تعتمدي على علاقة واحدة فقط، بل قم ببناء علاقات متنوعة مع الأصدقاء والعائلة.
  • التركيز على الحاضر: بدلاً من التركيز على الماضي أو المستقبل، ركز على اللحظة الحالية واستمتع بها.
  1. ممارسة تقنيات الاسترخاء:
  • التأمل: يساعدك التأمل على تهدئة العقل وتقليل التوتر.
  • اليوجا: تساعدك اليوجا على تحسين المرونة الجسدية والعقلية.
  • التنفس العميق: يساعدك التنفس العميق على تهدئة الجهاز العصبي.

اقرائي ايضا : كيف أتعامل مع خطيبي بذكاء: سؤال وجواب

علاج التعلق المرضي بالحبيب


علاج التعلق المرضي بالحبيب

بناءً على تجارب الكثيرين وخبرات المتخصصين، إليكِ بعض النصائح العملية والمجربة التي يمكن أن تساعدك في التخلص من التعلق المرضي بالحبيب:

  1. قطع الاتصال التام:
  • الحجب: احجبي رقم هاتفه وحسابه على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تجنب الأماكن: تجنبي الأماكن التي قد تصادفيه فيها.
  • حذف الذكريات: تخلصي من أي شيء يذكرك به (صور، هدايا، رسائل).
  1. بناء حياة جديدة:
  • الهوايات: اكتشفي هوايات جديدة أو استأنف هوايات قديمة كنت تستمتع بها.
  • الأصدقاء: عززي علاقاتك الاجتماعية واقضِ وقتًا مع أصدقائك وعائلتك.
  • الأهداف: حددي أهدافًا جديدة في حياتك المهنية والشخصية واسعَ لتحقيقها.
  1. العمل على نفسك:
  • تقدير الذات: ركزي على نقاط قوتك وإنجازاتك.
  • التفكير الإيجابي: استبدلي الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
  • العناية بالنفس: مارسي الرياضة، تناولي طعامًا صحيًا، واحصلي على قسط كافٍ من النوم.
  1. تقنيات الاسترخاء:
  • التأمل: ساعدي التأمل على تهدئة العقل وتقليل التوتر.
  • اليوجا: اليوجا تساعدك على تحسين المرونة الجسدية والعقلية.
  • التنفس العميق: التنفس العميق يساعدك على تهدئة الجهاز العصبي.
  1. المساعدة المهنية:
  • العلاج النفسي: استشيري معالجًا نفسيًا لمساعدتك في فهم جذور المشكلة وتطوير استراتيجيات للتغلب عليها.
  • الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب بعض الأدوية المساعدة.
  1. الصبر والمثابرة:
  • الوقت: التغلب على التعلق المرضي يستغرق وقتًا وجهدًا.
  • الانتكاسات: قد تواجهين انتكاسات في بعض الأحيان، ولكن لا تيأسي واستمر في المحاولة.

نصائح إضافية للتعامل مع التعلق المرضي بالحبيب:

  • لا تقارني نفسك بالآخرين: كل شخص يمر بتجربة مختلفة.
  • كوني صبورة مع نفسك: التغيير يستغرق وقتًا.
  • احتفظي بدفتر يوميات: يمكنكِ كتابة مشاعرك وأفكارك فيه.

تذكري: التخلص من التعلق المرضي هو رحلة، كوني صبورة مع نفسك واحتفظي بالأمل في مستقبل أفضل.

اقرئي أيضًا: أعراض الضغط النفسي الحاد

علاج التعلق المرضي بالصديق

التعلق المرضي بالصديق يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا، ولكنه ليس مستحيلاً. إليك بعض النصائح المجربة والفعالة التي يمكن أن تساعدك في التغلب عليه:

  1. فهم طبيعة المشكلة:
  • الاعتراف: أول خطوة هي الاعتراف بوجود هذه المشكلة.
  • التحليل: حاولي فهم الأسباب التي أدت إلى هذا التعلق المفرط، هل هو خوف من الوحدة؟ أم حاجة قوية للموافقة؟
  1. قطع الاتصال التدريجي:
  • الحد من التواصل: قللي من تواصلك مع صديقك تدريجيًا.
  • التباعد الجغرافي: إذا أمكن، ابتعدي عنه جسديًا لفترة.
  • حظر التواصل: في بعض الحالات، قد تحتاجين إلى حظره على وسائل التواصل الاجتماعي.
  1. بناء حياة مستقلة:
  • الهوايات: اكتشفي هوايات جديدة أو استأنف هوايات قديمة.
  • الأصدقاء الجدد: وسعي دائرة أصدقائك.
  • الأهداف الشخصية: حددي أهدافًا جديدة واسعَ لتحقيقها.
  1. تقوية الثقة بالنفس:
  • التفكير الإيجابي: استبدلي الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
  • تقدير الذات: ركزي على نقاط قوتك وإنجازاتك.
  • العناية بالنفس: مارسي الرياضة، تناول طعامًا صحيًا، واحصل على قسط كافٍ من النوم.
  1. تقنيات الاسترخاء:
  • التأمل: يساعدك التأمل على تهدئة العقل وتقليل التوتر.
  • اليوجا: تساعدك اليوجا على تحسين المرونة الجسدية والعقلية.
  • التنفس العميق: يساعدك التنفس العميق على تهدئة الجهاز العصبي.
  1. المساعدة المهنية:
  • العلاج النفسي: استشيري معالجًا نفسيًا لمساعدتك في فهم جذور المشكلة وتطوير استراتيجيات للتغلب عليها.
  1. الصبر والمثابرة:
  • الوقت: التغلب على التعلق المرضي يستغرق وقتًا وجهدًا.
  • الانتكاسات: قد تواجهين انتكاسات في بعض الأحيان، ولكن لا تيأس واستمر في المحاولة.

التعلق الرضي هو رحلة نحو النمو الشخصي والعلاقات الصحية، عندما نتعلم أن نحب أنفسنا ونقبل الآخرين كما هم، نفتح الباب أمام علاقات عميقة ومجزية، تذكري عزيزتي القارئة أنك تستحقين علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والثقة، اكتشفي المزيد من النصائح حول بناء علاقات صحية على موقع طلة، حيث ستجدين مقالات متخصصة تساعدك على فهم نفسك وعلاقاتك بشكل أفضل.

شارك المقالة مع اصدقائك

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *