الحموضة عند الحامل

تُعد الحموضة المعوية، أو ما يُعرف باسم حرقة المعدة، من الأعراض الشائعة والمزعجة التي تُصاحب رحلة الحمل لدى العديد من النساء، وعلى الرغم من كونها عادةً غير ضارة للأم أو للجنين، إلا أنها قد تُؤثر بشكل كبير على جودة حياة الحامل وراحتها اليومية، خاصةً مع تقدم أشهر الحمل، تظهر هذه المشكلة نتيجة للتغيرات الهرمونية والجسدية الكبيرة التي يشهدها جسم المرأة خلال هذه الفترة؛ حيث يعمل هرمون البروجسترون على إرخاء العضلة العاصرة بين المريء والمعدة، ما يسمح بارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، بالإضافة إلى الضغط الميكانيكي الذي يُسببه تضخم الرحم على المعدة، يستكشف هذا المقال أسباب الحموضة عند الحامل، وكيفية التخفيف من حدتها، وأهم النصائح التي تُساعد الحامل على تجاوز هذا العارض المزعج بأمان وراحة.

علاج الحموضة عند الحامل في الشهور الأولى

اسباب الحموضة عند الحامل 

تعرفي على اسباب الحموضة عند الحامل، إذ تنشأ الحموضة المعوية (حرقة المعدة) خلال الحمل نتيجة تضافر عاملين رئيسيين هما التغيرات الهرمونية والتغيرات الجسدية (الميكانيكية).

  1. التغيرات الهرمونية (دور البروجسترون)

اسباب الحموضة عند الحامل؟ يُعد العامل الهرموني هو المُحرك الأساسي للحموضة، خاصة في المراحل المبكرة من الحمل.

  • ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلى (LES): يرتفع مستوى هرمون البروجسترون بشكل ملحوظ خلال الحمل، ووظيفته الأساسية هي إرخاء العضلات الملساء في الجسم، هذا الإرخاء يؤثر على العضلة العاصرة التي تعمل كصمام بين المريء والمعدة، عندما ترتخي هذه العضلة، لا تُغلق بإحكام كافٍ، ما يسمح لأحماض المعدة بالارتداد صعودًا إلى المريء، وهذا ما نشعر به كحرقة.
  • إبطاء حركة الجهاز الهضمي: يعمل البروجسترون أيضًا على إبطاء سرعة حركة الأمعاء وعملية الهضم بشكل عام، هذا التأخير يعني أن الطعام والأحماض تبقى في المعدة لفترة أطول، ما يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع.
  1. التغيرات الجسدية والميكانيكية

يزداد تأثير هذا العامل وضوحًا مع تقدم الحمل، وتحديداً في الثلثين الثاني والثالث.

  • الضغط المباشر من الرحم: مع نمو الجنين وزيادة حجم الرحم، يبدأ الرحم في التوسع والضغط على الأعضاء الداخلية المجاورة، بما في ذلك المعدة.
  • دفع محتويات المعدة: هذا الضغط الميكانيكي على المعدة يدفع محتوياتها وأحماضها إلى الأعلى باتجاه الصمام المرتخي بالفعل (بسبب الهرمونات)، ما يرفع بشكل كبير من احتمالية وشدة نوبات الارتجاع والحموضة.
  • تغيير وضعية الأعضاء: يغير نمو الرحم من الوضعية التشريحية الطبيعية للمعدة، ما يُسهل مرور محتوياتها إلى المريء.

بسبب هذه الأسباب المتعددة، تشعر الغالبية العظمى من النساء الحوامل بالحموضة في مرحلة ما من رحلة حملهن.

 

اعراض الحموضة عند الحامل 

إليك اعراض الحموضة عند الحامل (حرقة المعدة) الشائعة التي تعاني منها الحامل:

اعراض الحموضة عند الحامل

تتشابه أعراض الحموضة عند الحامل مع أعراضها لدى أي شخص آخر، لكنها قد تكون أكثر إزعاجاً أو تكراراً بسبب التغيرات الهرمونية والجسدية.

  1. الأعراض الأساسية (الإحساس بالحرقة)
  • الشعور بالحرقة في الصدر: هذا هو العرض الأكثر شيوعاً، تشعر الحامل بإحساس حارق أو لاذع يبدأ في منطقة أعلى البطن أو خلف عظمة القص (عظم الصدر)، ثم ينتقل صعوداً نحو الحلق.
  • الإحساس بالحموضة أو الطعم المر في الحلق: يحدث ذلك عندما يصل حمض المعدة إلى مؤخرة الحلق أو الفم، ما يترك طعماً حامضاً أو مالحاً مزعجاً.
  • الألم أو الانزعاج بعد الأكل: تزداد الأعراض سوءاً عادةً بعد تناول وجبة دسمة أو حارة، أو عند تناول الطعام قبل النوم بوقت قصير.
  1. الأعراض الثانوية والمصاحبة
  •  الارتجاع (Regurgitation): هو شعور بعودة جزء صغير من الطعام أو السائل الحامض إلى المريء أو الفم.
  • التجشؤ المتكرر: قد تشعر الحامل بالحاجة إلى التجشؤ بشكل متكرر، وقد يرافقه طعم حامض.
  • صعوبة أو ألم عند البلع (في بعض الحالات النادرة): قد يكون هذا مؤشراً على التهاب في المريء نتيجة الارتجاع المتكرر.
  • الشعور بالامتلاء والانتفاخ: قد تصاحب الحموضة شعور عام بعدم الراحة في البطن.
  • السعال أو البحة: في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب ارتجاع الحمض في تهيج الحبال الصوتية أو الممرات الهوائية، ما يؤدي إلى سعال جاف أو بحة في الصوت، خاصةً عند الاستلقاء.
  • زيادة الأعراض عند الاستلقاء أو الانحناء: غالباً ما تكون الحموضة أسوأ في وضعية الاستلقاء الأفقي، حيث يسهل وصول الحمض إلى المريء.

 

علاج الحموضة عند الحامل

يتطلب علاج الحموضة عند الحامل اتباع نهج متدرج يبدأ بتغيير نمط الحياة والنظام الغذائي، ولا يُلجأ إلى الأدوية إلا إذا لم تُجدِ التدابير الوقائية نفعاً، ويكون ذلك تحت إشراف طبي لضمان سلامة الأم والجنين.

علاج الحموضة عند الحامل (خطوات آمنة وفعالة)

أولاً: التعديلات في نمط الحياة والنظام الغذائي (الخطوة الأولى)

هذه التغييرات هي حجر الزاوية في علاج الحموضة، وتساعد في التخفيف من الأعراض دون الحاجة إلى أدوية:

  1. تقسيم الوجبات: تناولي وجبات صغيرة ومتكررة (5 إلى 6 وجبات صغيرة) بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، هذا يمنع امتلاء المعدة بالكامل ويقلل الضغط على العضلة العاصرة.
  2. تجنب الأطعمة المهيجة: حددي وتجنبي الأطعمة والمشروبات التي تزيد من حموضتك، والتي تشمل عادةً:
  • الأطعمة الدهنية، المقلية، والحارة جداً.
  • الحمضيات والطماطم ومنتجاتها.
  • الشوكولاتة، النعناع، والمشروبات الغازية.
  • الكافيين (القهوة، الشاي الأسود).
  1. تجنب الاستلقاء بعد الأكل: انتظري ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء أو الذهاب للنوم.
  2. تعديل وضعية النوم: ارفعي رأسك وكتفيك عن طريق وضع وسائد إضافية أو رفع رأس السرير بضعة سنتيمترات، هذا يساعد الجاذبية على إبقاء أحماض المعدة في مكانها.
  3. الملابس الفضفاضة: تجنبي ارتداء الملابس الضيقة حول الخصر والبطن لتجنب الضغط الإضافي على المعدة.
  4. شرب السوائل: اشربي السوائل بين الوجبات بدلاً من شرب كميات كبيرة أثناء الوجبة، حيث أن شرب الكثير من السوائل مع الطعام قد يزيد من امتلاء المعدة.
  5. اللبن والزبادي: قد يساعد تناول كوب من الحليب الدافئ مع العسل أو الزبادي أو الحليب الرائب في تهدئة بطانة المريء بشكل مؤقت.

ثانياً: العلاج الدوائي (بإشراف طبي)

إذا لم تتحسن الأعراض بالتعديلات الغذائية ونمط الحياة، قد يصف الطبيب أدوية آمنة أثناء الحمل، وهي تتبع ترتيباً تصاعدياً في الفعالية:

  1. مضادات الحموضة (Antacids):
  • تُستخدم كخط دفاع أول، حيث تعمل على تحييد حمض المعدة بسرعة لتوفير راحة فورية.
  • الأكثر أماناً: مضادات الحموضة التي تحتوي على كربونات الكالسيوم أو مزيج من هيدروكسيد الألومنيوم والمغنيسيوم (مثل جافيسكون أو ريني أو مالوكس).
  • تحذير: يجب تجنب مضادات الحموضة التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم (قد تؤدي إلى احتباس السوائل) أو تريسيلكات المغنيسيوم (لا يُنصح بها)، يجب أيضاً تباعدها عن مكملات الحديد لأنها قد تقلل من امتصاصه.
  1. حاصرات مستقبلات H2 (H2 Blockers):
  • إذا لم تنجح مضادات الحموضة، قد يصف الطبيب أدوية تعمل على تقليل إنتاج حمض المعدة (مثل فاموتيدين/Famotidine)، تعتبر آمنة بشكل عام للاستخدام أثناء الحمل عند الضرورة.
  1. مثبطات مضخة البروتون (PPIs):
  • تُستخدم كخيار أخير للحالات الشديدة والمستمرة التي لا تستجيب للعلاجات السابقة (مثل أوميبرازول/Omeprazole أو لانسوبرازول/Lansoprazole)، يعتبر الأوميبرازول خياراً شائعاً وآمناً عند الحاجة القصوى وبوصفة طبية.

ملاحظة هامة جداً: يجب على الحامل عدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب أو الصيدلي، للتأكد من الجرعة المناسبة وسلامته على الحمل.

اقرئي أيضًا: تجربتي مع أرق الحمل

اسباب الحموضة عند الحامل

متى تبدأ الحموضة عند الحامل 

متى تبدأ الحموضة عند الحامل؟ تُعد الحموضة المعوية من الأعراض التي يمكن أن تظهر في أي وقت خلال رحلة الحمل، لكن توقيت ظهورها وشدتها يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات التي يمر بها جسم المرأة الحامل، سواء كانت هرمونية أو جسدية.

  1. الظهور المبكر: الثلث الأول من الحمل (الأسباب الهرمونية)

متى تبدأ الحموضة عند الحامل؟ قد تبدأ بعض النساء الحوامل في الشعور بالحموضة في وقت مبكر جداً، تحديداً في الشهر الأول أو الثاني من الحمل.

  • سبب البدء المبكر: يرجع هذا الظهور المبكر بالكامل تقريباً إلى التغيرات الهرمونية الحادة، حيث تبدأ مستويات هرمون البروجسترون في الارتفاع بشكل كبير بعد فترة وجيزة من الإخصاب، وكما ذكرنا سابقاً، يعمل البروجسترون على إرخاء العضلات الملساء في الجسم، بما في ذلك العضلة العاصرة المريئية السفلى (الصمام الذي يفصل المريء عن المعدة)، ما يسمح بحدوث ارتجاع حمضي مبكر.

ومع ذلك، في الثلث الأول، قد لا تكون الحموضة هي العرض الأبرز، بل قد يغلب عليها أعراض الغثيان الصباحي والقيء.

  1. التفاقم التدريجي: الثلث الثاني من الحمل

خلال الثلث الثاني من الحمل، تستمر مستويات الهرمونات مرتفعة، ولكن تبدأ الأعراض الميكانيكية بالظهور.

  • سبب التفاقم: يبدأ الرحم في التوسع بشكل ملحوظ ليتسع للجنين النامي، هذا التوسع يبدأ في الضغط على الأعضاء المحيطة في تجويف البطن، بما في ذلك المعدة، وعلى الرغم من أن الضغط لا يكون في ذروته بعد، إلا أن اجتماع الضغط الجسدي الخفيف مع استمرار ارتخاء العضلة العاصرة بفعل الهرمونات يؤدي إلى زيادة تواتر وشدة نوبات الحموضة لدى العديد من النساء.
  1. الذروة: الثلث الثالث من الحمل (العامل الميكانيكي القوي)

تصل الحموضة إلى أقصى درجاتها وغالباً ما تصبح الأكثر إزعاجاً وشيوعاً خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وخاصة ابتداءً من الشهر السابع وحتى التاسع.

  • سبب الذروة: في هذه المرحلة، يصل حجم الجنين والرحم إلى أقصى مدى لهما. هذا الحجم الكبير يضغط بقوة وبشكل مباشر على المعدة، ما يدفع محتوياتها وأحماضها إلى الأعلى باتجاه المريء بشكل مستمر، حتى لو تم تناول وجبة صغيرة، فإن المساحة الضيقة للمعدة تجعلها عرضة للارتجاع بسهولة كبيرة، خاصة عند الاستلقاء.

ملخص التوقيت:

بينما يمكن أن تبدأ الحموضة مبكراً جداً (في الشهر الثاني بسبب الهرمونات)، فإن الغالبية العظمى من النساء لا تشعر بأعراضها المزعجة بشكل منتظم إلا في النصف الثاني من الحمل، وتحديداً في الثلث الثالث عندما يصبح ضغط الرحم هو العامل المهيمن.

 

متى تنتهي الحموضة عند الحامل؟

متى تنتهي الحموضة عند الحامل؟ تعتبر الحموضة من الأعراض المؤقتة في الغالب، والتي ترتبط بالتغيرات الفسيولوجية الخاصة بفترة الحمل، وتنتهي هذه المشكلة في معظم الحالات في اللحظة التي يختفي فيها سبباها الرئيسيان:

  1. الانتهاء الفوري: بعد الولادة مباشرة

متى تنتهي الحموضة عند الحامل؟ الخبر السار لأي حامل تعاني من حموضة شديدة هو أن الأعراض تنتهي عادة بشكل فوري أو سريع جداً بعد الولادة.

  • زوال الضغط الميكانيكي: بمجرد ولادة الطفل، يختفي الضغط الكبير الذي كان يمارسه الرحم المتضخم على المعدة تماماً، يتيح ذلك للمعدة العودة إلى وضعها التشريحي الطبيعي، ويزول الضغط الذي كان يدفع الأحماض للأعلى.
  • تراجع الهرمونات: تبدأ مستويات هرمون البروجسترون في الانخفاض بسرعة كبيرة بعد الولادة، هذا يسمح للعضلة العاصرة المريئية السفلى (LES) باستعادة شدها وقوتها الطبيعية، فتغلق بإحكام وتمنع ارتجاع حمض المعدة إلى المريء.

اعراض الحموضة عند الحامل

علاج الحموضة عند الحامل في الشهور الأولى

علاج الحموضة عند الحامل في الشهور الأولى، تُعد الحموضة أثناء الحمل مشكلة شائعة ومزعجة، ولكن يمكن السيطرة عليها بشكل كبير من خلال اتباع تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، وفي حال عدم استجابة الأعراض، يمكن اللجوء إلى الأدوية الآمنة تحت إشراف الطبيب.

تنبيه هام: يجب دائماً استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بتناول أي دواء جديد أثناء الحمل.

علاج الحموضة عند الحامل في الشهور الأولى(خطوات آمنة وفعالة)

  • ينقسم العلاج إلى ثلاث مستويات: تعديلات نمط الحياة، العلاجات المنزلية، والعلاج الدوائي.

أولاً: تعديلات نمط الحياة والنظام الغذائي

هذه هي الخطوة الأولى والأكثر أماناً وفعالية للسيطرة على الحموضة:

عادات الأكل والشرب

  • الوجبات الصغيرة المتكررة: تجنبي الوجبات الكبيرة التي تملأ المعدة وتزيد الضغط، تناولي 5 إلى 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من 3 وجبات كبيرة.
  • تناول الطعام ببطء: امضغي الطعام جيداً لتسهيل عملية الهضم وتقليل فرصة الارتجاع.
  • تجنب الشرب مع الأكل: حاولي شرب السوائل بين الوجبات بدلاً من شرب كميات كبيرة أثناء تناول الطعام، لتجنب زيادة حجم محتويات المعدة.
  • تجنب الاستلقاء مباشرة: لا تستلقي أو تنامي إلا بعد مرور ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من آخر وجبة.

وضعية النوم والملابس

  • رفع الرأس أثناء النوم: استخدمي وسائد إضافية أو ارفعي رأس السرير (بحوالي 15-20 سم) ليبقى رأسك وكتفيك أعلى من معدتك، تساعد الجاذبية على إبقاء الأحماض في المعدة.
  • النوم على الجانب الأيسر: يوصي بعض الأطباء بالنوم على الجانب الأيسر لأنه قد يساعد في تحسين الهضم وتقليل الارتجاع.
  • ارتداء ملابس فضفاضة: تجنبي الملابس الضيقة حول منطقة الخصر والبطن، لأنها تزيد الضغط على المعدة.

الأطعمة والمشروبات المسببة للحموضة (المهيجات)

تجنبي أو قللي قدر الإمكان من الأطعمة والمشروبات التي تسبب ارتخاء العضلة العاصرة أو تزيد من حموضة المعدة، ومنها:

  • الأطعمة الدسمة والمقلية: لأنها تبقى في المعدة لفترة أطول وتبطئ الهضم.
  • الأطعمة الحارة والبهارات القوية.
  • الحمضيات: مثل الليمون، والبرتقال، والطماطم (خاصة الصلصات).
  • المنبهات: القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية (لاحتوائها على الكافيين).
  • الشوكولاتة والنعناع.

ثانياً: العلاجات المنزلية والأغذية المهدئة

  • الحليب أو اللبن/الزبادي: يمكن أن يساعد تناول كوب صغير من الحليب البارد (قليل الدسم أو الخالي من الدسم) أو الزبادي في تهدئة بطانة المريء مؤقتاً.
  • الزنجبيل: يمكن أن يساعد شاي الزنجبيل أو الزنجبيل الطازج في تسريع عملية الهضم وتخفيف الغثيان.
  • مضغ العلكة: مضغ علكة خالية من السكر بعد الوجبات يحفز إفراز اللعاب، وهو مادة قلوية طبيعية تساعد على معادلة الحمض المرتجع إلى المريء.

ثالثاً: العلاج الدوائي الآمن (يتم بوصفة طبية)

إذا لم تفلح التعديلات الغذائية ونمط الحياة، قد يصف الطبيب أدوية آمنة أثناء الحمل، وتصنف عادة كالتالي:

  1. مضادات الحموضة (Antacids)

هي الخط الأول في العلاج الدوائي، وتعمل على معادلة حمض المعدة بسرعة:

  • الخيار المفضل: مضادات الحموضة التي تحتوي على كربونات الكالسيوم (تعتبر آمنة نسبياً وقد توفر الكالسيوم الضروري).
  • الأدوية المحتوية على الألجينات: مثل بعض أنواع جافيسكون (Gaviscon)، التي تشكل طبقة رغوية واقية فوق محتويات المعدة لمنع الارتجاع.
  • نصيحة هامة: يجب تجنب مضادات الحموضة التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم (محتوى صوديوم عالٍ) أو الألومنيوم (قد يسبب إمساكاً شديداً) ما لم يوصي بها الطبيب بجرعات محددة.
  1. حاصرات مستقبلات الهيستامين-2 (H2 Blockers)

إذا لم تستجب الأعراض لمضادات الحموضة، قد يصف الطبيب أدوية مثل الرانيتيدين (Ranitidine) أو الفاموتيدين (Famotidine)، التي تعمل على تقليل كمية الحمض التي تنتجها المعدة، وتعتبر هذه الأدوية آمنة للاستخدام في الحمل تحت إشراف طبي.

  1. مثبطات مضخة البروتون (PPIs)

في حالات الحموضة الشديدة والمستمرة التي لا تستجيب للخطوات السابقة، يمكن وصف أدوية مثل الأوميبرازول (Omeprazole) أو اللانزوبرازول (Lansoprazole)، التي تعمل على تثبيط إنتاج الحمض بشكل قوي.

اقرئي أيضًا: الاكلات الممنوعة للحامل: دليلك لصحة أفضل للأم والجنين

الحموضة عند الحامل وجنس الجنين 

إليك الحقيقة العلمية بخصوص العلاقة بين الحموضة عند الحامل وجنس الجنين:

الحموضة عند الحامل وجنس الجنين: الحقيقة العلمية

لا توجد علاقة علمية مثبتة بين شدة الحموضة عند الحامل وجنس الجنين (ذكر أو أنثى).

  • الحموضة ظاهرة طبيعية في الحمل: السبب الرئيسي للحموضة في الحمل هو التغيرات الهرمونية (بالأخص هرمون البروجسترون) وضغط الرحم المتزايد على المعدة في المراحل المتقدمة، هذه الأسباب تؤثر على جميع الحوامل بغض النظر عن جنس الجنين.
  • خرافة الحموضة ونوع الجنين: يعتقد البعض أن الحموضة الشديدة تدل على الحمل بـ الولد أو كثرة شعر الجنين، ولكن هذا الاعتقاد يندرج تحت فئة الخرافات الشعبية وليس له أساس طبي.

الأسباب الحقيقية للحموضة أثناء الحمل

تحدث الحموضة (ارتجاع المريء) في الحمل نتيجة سببين رئيسيين:

  1. تأثير الهرمونات (البروجسترون):
  • يؤدي ارتفاع هرمون البروجسترون إلى إرخاء العضلة العاصرة التي تفصل بين المريء والمعدة.
  • هذا الارتخاء يسمح لحمض المعدة بالصعود إلى المريء، ما يسبب الإحساس بالحرقة.
  1. الضغط الميكانيكي:
  • مع تقدم الحمل وكبر حجم الرحم والجنين (خاصة في الثلثين الثاني والثالث)، يزداد الضغط على المعدة.
  • هذا الضغط يدفع محتويات المعدة، بما في ذلك الحمض، للارتداد إلى المريء.

الحموضة وكثافة شعر الجنين

في حين أن الحموضة لا ترتبط بجنس الجنين، فقد وجدت إحدى الدراسات القليلة والمثيرة للاهتمام رابطًا بين شدة الحموضة وكثرة شعر الجنين (على الرأس).

  • التفسير المحتمل: ربطت هذه الدراسة بين ارتفاع مستويات الهرمونات التي تسبب ارتخاء المريء (وبالتالي الحموضة) وبين مستويات الهرمونات التي قد تحفز نمو شعر الجنين. ومع ذلك، هذا لا يعني أن شعر الجنين هو سبب الحموضة، ولا يزال هذا الارتباط بحاجة لمزيد من البحث والدراسة.

الخلاصة: لا تعتمدي على الحموضة لمعرفة جنس المولود، الوسائل الطبية الوحيدة الموثوقة لتحديد جنس الجنين هي السونار (الموجات فوق الصوتية) أو فحص الحمض النووي للجنين في دم الأم (NIPT) بعد الأسابيع الأولى من الحمل.

 

وفي الختام، وبعد أن تعرفنا على كل ما يخص الحموضة عند الحامل، لا تدعي الشعور المزعج بالحموضة يعكّر صفو رحلة حملك المليئة بالتغيرات المدهشة، تذكري أن حرقة المعدة هي عرض شائع جداً ومؤقت، وغالباً ما يمكن السيطرة عليه بفعالية من خلال بعض التعديلات البسيطة على نمط حياتك وعاداتك الغذائية، مثل تناول الوجبات الصغيرة وتجنب المحفزات المعروفة، إن التغيرات الهرمونية التي تجعل حملك ممكناً هي نفسها التي تسبب هذا الشعور بالحرقان، لذا تقبليها كجزء من هذه المرحلة العظيمة، والأهم من ذلك، لا تترددي أبداًي في استشارة طبيبك إذا كانت الحموضة شديدة ومستمرة، للحصول على العلاج الدوائي الآمن والمناسب لحالتك، للمزيد من الإرشادات والنصائح الموثوقة حول التغذية السليمة، والتعامل مع أعراض الحمل الأخرى، وكيفية الاستمتاع بهذه الفترة بكل راحة وثقة، ندعوك لزيارة موقع طلّة وتصفح مجموعتنا المتكاملة من المقالات المخصصة للأمومة والحمل.

 

المصادر

Heartburn During Pregnancy

شارك المقالة مع اصدقائك

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *