هل تشعرين بأن زوجكِ لم يعد الشخص الذي عرفتِه؟ هل تراقبين تغيرات مفاجئة في سلوكه أو مزاجه؟ قد تكون هذه التغيرات مؤشرات لمرض خفي يهدد علاقتكما، في هذا المقال، سنتعرف على علامات الزوج المدمن، ونقدم لكِ بعد المعلومات لفهم ما يحدث وكيفية التعامل معه، بهدف زيادة الوعي وتقديم الدعم لمن يواجهن هذا التحدي الصعب.
علامات الزوج المدمن
هناك العديد من العلامات التي قد تشير إلى أن الزوج يعاني من الإدمان، سواء كان إدمانًا للمواد المخدرة، الكحول، أو حتى سلوكيات معينة، من المهم ملاحظة هذه العلامات بحذر وفهم، والتواصل مع الزوج بهدف المساعدة وليس الاتهام، إليكِ بعض علامات الزوج المدمن الشائعة:
-
تغيرات في السلوك والمزاج:
- تقلبات مزاجية حادة: تغيرات مفاجئة وغير مبررة في المزاج، مثل الانتقال من الهدوء إلى الغضب أو الاكتئاب بسرعة.
- عصبية أو هياج: يصبح الزوج أكثر عصبية وسريع الانفعال لأتفه الأسباب.
- عدوانية: ظهور سلوكيات عدوانية أو عنيفة لم تكن موجودة من قبل.
- انسحاب اجتماعي وعزلة: ميل الزوج إلى قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء، وتفضيل العزلة.
- كذب وتحايل: لجوء الزوج إلى الكذب لإخفاء أنشطته أو للحصول على المال.
- إهمال المسؤوليات: عدم الاهتمام بالواجبات المنزلية، العمل، أو الالتزامات العائلية.
- فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة: التوقف عن ممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا.
- سرية مفرطة: يصبح الزوج حريصًا جدًا على خصوصيته ويخفي أمورًا لم يكن يخفيها من قبل.
- تغير في الروتين اليومي: اضطرابات في النوم والأكل، مثل الأرق أو النوم لفترات طويلة، وفقدان أو زيادة الشهية بشكل ملحوظ.
-
تغيرات في المظهر الجسدي:
- تغيرات في العينين: احمرار العينين، اتساع أو ضيق حدقة العين بشكل غير طبيعي، عيون لامعة أو زجاجية.
- إهمال النظافة الشخصية: عدم الاهتمام بالمظهر العام والاستحمام وتغيير الملابس.
- تغيرات في الوزن: فقدان أو زيادة الوزن بشكل ملحوظ وغير مبرر.
- رائحة الفم أو الملابس: ظهور روائح غريبة وغير معتادة.
- رجفة أو رعشة في اليدين: اهتزاز غير طبيعي في الأطراف.
- هالات سوداء تحت العينين: علامة على الإرهاق أو تعاطي بعض المواد.
-
مشاكل مالية:
- ضائقة مالية مفاجئة: طلب مبالغ مالية كبيرة بشكل متكرر دون مبرر واضح.
- ديون غير مبررة: تراكم ديون لا يوجد لها تفسير منطقي.
- اختفاء أشياء ثمينة من المنزل: بيع ممتلكات شخصية أو منزلية للحصول على المال.
- وجود أدلة مادية:
- العثور على أدوات تعاطي: مثل حقن، أوراق لف، مواد مشبوهة، أو عبوات أدوية فارغة.
- وجود روائح غريبة في المنزل أو السيارة: رائحة دخان مختلف، أو رائحة مواد كيميائية.
كيفية التعامل مع الزوج المدمن الحشيش
التعامل مع الزوج المدمن للحشيش يمثل تحديًا كبيرًا ويتطلب صبرًا وحكمة وفهمًا لطبيعة الإدمان، إليكِ خطوات واستراتيجيات يمكنك اتباعها عند ظهور علامات الزوج المدمن:
- تثقيف نفسك حول الإدمان:
- فهم طبيعة الإدمان: اعلمي أن الإدمان مرض مزمن يؤثر على الدماغ والسلوك، وليس مجرد ضعف في الإرادة.
- معرفة تأثير الحشيش: ابحثي عن تأثيرات الحشيش الجسدية والنفسية على المدى القصير والطويل، هذا سيساعدك في فهم التغيرات التي تطرأ على زوجك.
- التخلص من المفاهيم الخاطئة: تجنبي الاعتقاد بأنكِ تستطيعين “إصلاحه” بمفردك أو أن الأمر مجرد “مزاج سيئ”.
- التحدث مع زوجك بهدوء وصراحة:
- اختيار الوقت المناسب: تحدثي معه في وقت يكون فيه هادئًا ومستعدًا للاستماع، بعيدًا عن تأثير الحشيش أو أي ضغوط أخرى.
- التعبير عن مشاعرك بصدق: استخدمي عبارات “أنا أشعر” للتعبير عن قلقك وتأثير إدمانه عليك وعلى الأسرة، دون توجيه اتهامات أو لوم، مثال: “أشعر بالقلق عندما أراك تفقد تركيزك وتنسى مواعيدنا.”
- توضيح المخاوف: اشرحي له كيف يؤثر تعاطيه للحشيش على جوانب حياتكما المختلفة (العلاقة، المسؤوليات، المالية، الصحة).
- الاستماع إلى وجهة نظره: حاولي فهم لماذا يلجأ إلى الحشيش، فقد يكون هناك أسباب عميقة مثل الضغط النفسي أو مشاكل أخرى.
- تجنب الجدال والصراخ: هذا النوع من رد الفعل غالبًا ما يؤدي إلى إغلاق الحوار وزيادة العناد.
- عدم التهديد بطلاق أو عقوبات غير قابلة للتنفيذ: هذا قد يخلق جوًا من الخوف وعدم الثقة.
- وضع حدود واضحة:
- تحديد ما هو مقبول وغير مقبول: وضحي له السلوكيات التي لم تعدِ تحتمليها وكيف سيؤثر استمراره في التعاطي على علاقتكما وحياتكما.
- التأكيد على عواقب تجاوز الحدود: كوني واضحة بشأن العواقب التي ستتخذينها إذا استمر في التعاطي وتجاوز الحدود التي وضعتها (مثل البحث عن مساعدة لنفسك وأطفالك، أو التفكير في الانفصال إذا لم يبدِ أي استعداد للتغيير).
- الالتزام بالحدود التي وضعتها: كوني حازمة في تطبيق العواقب إذا لزم الأمر، حتى لو كان ذلك صعبًا عليكِ، هذا يظهر له مدى جديتك.
- تشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة:
- البحث عن مراكز علاج الإدمان والأطباء النفسيين: قدمي له معلومات عن الخيارات المتاحة للعلاج والدعم.
- التعبير عن دعمك له في رحلة العلاج: أكدي له أنكِ ستكونين بجانبه إذا قرر طلب المساعدة.
- مرافقتة في الزيارات الأولى إذا كان ذلك سيشعره بالراحة: قد يحتاج إلى دعمك في البداية للتغلب على الخوف أو الخجل.
- فهم أن العلاج عملية طويلة: كوني صبورة وداعمة خلال فترة العلاج والتعافي، فقد تحدث انتكاسات.
- الاهتمام بنفسك:
- الحصول على الدعم العاطفي: تحدثي مع صديقات موثوق بهن، أفراد من عائلتك، أو انضمي إلى مجموعات دعم لأسر المدمنين، مشاركة تجربتك مع آخرين يمكن أن تكون مفيدة جدًا.
- الحفاظ على صحتك الجسدية والنفسية: تناولي طعامًا صحيًا، مارسي الرياضة، واحصلي على قسط كافٍ من النوم، لا تدعي إدمان زوجك يستهلك حياتك بالكامل.
- وضع حدود لحماية نفسك: لا تتحملي مسؤولية أفعاله أو تحاولي تغطية أخطائه.
- التفكير في الحصول على استشارة نفسية لكِ: قد تحتاجين إلى مساعدة متخصص للتعامل مع الضغط النفسي والقلق الناتج عن إدمان زوجك.
- تذكري أن سلامتك وسعادة أطفالك تأتي أولاً: إذا كان الوضع يصبح خطرًا أو مؤذيًا، فكري في اتخاذ خطوات لحماية نفسك وأطفالك.
- التحلي بالصبر والمرونة:
- التعافي من الإدمان يستغرق وقتًا: لا تتوقعي تغييرًا فوريًا، قد تكون هناك خطوات للأمام وخطوات للخلف.
- كوني مرنة في استراتيجياتك: قد تحتاجين إلى تعديل طريقة تعاملك مع الموقف بناءً على استجابة زوجك وتطورات الوضع.
- الاحتفال بالانتصارات الصغيرة: شجعي أي تقدم يحرزه زوجك في اتجاه التعافي.
أشياء يجب تجنبها عند التعامل مع علامات الزوج المدمن:
- التستر على إدمانه أو إنكار وجود مشكلة.
- لومه أو إهانته أو جعله يشعر بالذنب.
- محاولة السيطرة عليه أو مراقبته باستمرار.
- تقديم المال له إذا كنتِ تعلمين أنه سيستخدمه لشراء الحشيش.
- تهديده بما لا تنوين فعله.
- فقدان الأمل والاستسلام.
- التعامل مع الزوج المدمن للحشيش رحلة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، من خلال الفهم والدعم ووضع الحدود الواضحة، يمكنك تشجيع زوجك على طلب المساعدة والمساهمة في حماية نفسك وأسرتك، تذكري أنكِ لستِ وحدكِ وهناك دائمًا مساعدة متاحة.
اقرئي أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج الكتوم
كيفية التعامل مع الزوج المدمن على الكوكايين
وبعد أن تعرفتِ على علامات الزوج المدمن، يتضح أن التعامل مع الزوج المدمن على الكوكايين يمثل تحديًا جسيمًا ويتطلب مقاربة حذرة ومتعددة الأوجه، الكوكايين مادة شديدة الإدمان ذات تأثيرات قوية على الدماغ والجسم، ما يجعل التعافي عملية معقدة، إليكِ خطوات مفصلة لمساعدتك في التعامل مع هذا الوضع الصعب:
- فهم طبيعة الإدمان على الكوكايين:
- اعرفي الحقائق: تثقفي حول تأثيرات الكوكايين الجسدية والنفسية، وعن طبيعة الإدمان كمرض يؤثر على قدرة الشخص على التحكم في تعاطيه.
- تخلصي من اللوم: تذكري أن الإدمان ليس خيارًا أو ضعفًا في الشخصية، بل هو حالة مرضية تحتاج إلى علاج، هذا سيساعدك في الحفاظ على موقف داعم بدلًا من موقف اتهامي.
- التعرف على علامات الإدمان:
- التغيرات الجسدية: اتساع حدقة العين، سيلان الأنف المزمن أو نزيف الأنف، فقدان الوزن أو الشهية، الأرق أو فرط النوم، الرعشة، إهمال النظافة الشخصية.
- التغيرات السلوكية: تقلبات مزاجية حادة، هياج وعصبية، كذب وتستر، انسحاب اجتماعي وعزلة، إهمال المسؤوليات، مشاكل مالية مفاجئة، سلوكيات سرية ومريبة.
- وجود أدلة: العثور على أدوات تعاطي مثل أنابيب صغيرة، شفرات حلاقة، أكياس بلاستيكية صغيرة، أو بقايا مسحوق أبيض.
- التحدث مع زوجك:
- اختاري الوقت المناسب: تحدثي معه في وقت يكون فيه هادئًا وغير منتشٍ، وعبري عن قلقك بطريقة محبة وغير اتهامية.
- استخدمي لغة “أنا”: ركزي على مشاعرك وتأثير سلوكه عليك وعلى الأسرة، مثال: “أشعر بالخوف والقلق عندما أراك في هذه الحالة،” بدلًا من “أنت مدمن ولا تهتم بنا.”
- كوني صريحة بشأن ملاحظاتك: ذكري التغيرات التي لاحظتها في سلوكه ومظهره.
- استمعي إلى وجهة نظره (بحذر): قد يحاول الإنكار أو التقليل من المشكلة، استمعي ولكن لا تسمحي للتبريرات أو الوعود الكاذبة بالتأثير على تصميمك على طلب المساعدة.
- تجنبي الجدال والصراخ: هذا سيجعله دفاعيًا وأقل عرضة للاستماع.
- وضع حدود واضحة:
- حددي ما هو غير مقبول: وضحي له السلوكيات التي لن تتسامحي معها بعد الآن (مثل التعاطي في المنزل، الكذب، إهمال المسؤوليات).
- كوني مستعدة لتطبيق العواقب: إذا استمر في التعاطي وتجاوز الحدود، كوني مستعدة لتنفيذ العواقب التي وضعتها (مثل البحث عن مكان إقامة منفصل مؤقتًا، إدارة الشؤون المالية بشكل مستقل). من المهم أن تكوني جادة في حدودك.
- لا تغطي على أفعاله: لا تكذبي على الآخرين لحماية صورته، ولا تدفعي ديونه الناتجة عن الإدمان، هذا ما يسمى بـ “التمكين” ويساهم في استمرار الإدمان.
- تشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة:
- ابحثي عن خيارات العلاج: تعرفي على مراكز علاج الإدمان والأطباء النفسيين المتخصصين في علاج الإدمان في منطقتك.
- قدمي له المعلومات: شاركي معه المعلومات التي جمعتها عن العلاج وأكدّي له دعمك في هذه العملية.
- عرضي عليه المرافقة: قد يشعر بالخوف أو التردد في البداية، لذا اعرضي عليه الذهاب معه إلى المواعيد الأولى.
- كوني على علم بأن العلاج عملية طويلة: التعافي من إدمان الكوكايين يتطلب وقتًا وجهدًا، كوني صبورة وداعمة خلال فترة العلاج والانتكاسات المحتملة.
- الاهتمام بنفسك:
- احصلي على الدعم: تحدثي مع أفراد عائلتك أو أصدقائك الموثوق بهم، أو انضمي إلى مجموعات دعم لأسر المدمنين (مثل Nar-Anon)، مشاركة تجربتك مع الآخرين الذين يمرون بظروف مماثلة يمكن أن تكون مفيدة جدًا.
- اعتني بصحتك الجسدية والنفسية: تناولي طعامًا صحيًا، مارسي الرياضة، واحصلي على قسط كافٍ من النوم، لا تدعي إدمان زوجك يستنزف طاقتك وصحتك.
- ضعي حدودًا لحماية نفسك: لا تشعري بالذنب أو المسؤولية عن إدمانه، ركزي على ما يمكنك التحكم فيه وهو ردود أفعالك وقراراتك.
- فكري في الحصول على استشارة نفسية لكِ: يمكن للمعالج النفسي أن يقدم لك الدعم والأدوات اللازمة للتعامل مع الضغط النفسي والقلق المصاحب لوجود شخص مدمن في حياتك.
- لا تترددي في طلب المساعدة القانونية إذا لزم الأمر: إذا كان سلوك زوجك يشكل خطرًا عليك أو على أطفالك.
- التحلي بالصبر والمرونة:
- التعافي ليس خطًا مستقيمًا: توقعي فترات صعود وهبوط في رحلة التعافي.
- كوني مستعدة لتعديل استراتيجياتك: قد تحتاجين إلى تغيير طريقة تعاملك مع الموقف بناءً على استجابة زوجك وتطورات العلاج.
- احتفلي بالنجاحات الصغيرة: شجعي أي تقدم يحرزه زوجك نحو التعافي.
علامات انتكاسة المدمن
وبعد أن تعرفتِ على علامات الزوج المدمن، إليكِ علامات انتكاسة المدمن يمكن أن تكون دقيقة في البداية وتتطور تدريجيًا، من المهم أن يكون كل من المدمن وأفراد أسرته على دراية بهذه العلامات للتدخل المبكر ومنع الانتكاسة الكاملة، يمكن تقسيم هذه العلامات إلى ثلاث مراحل رئيسية: الانتكاسة العاطفية، الانتكاسة الذهنية، والانتكاسة الجسدية.
- الانتكاسة العاطفية (Emotional Relapse):
في هذه المرحلة، لا يفكر الشخص بوعي في تعاطي المخدرات أو الكحول، لكن مشاعره وسلوكياته تبدأ في التدهور، ما يزيد من خطر الانتكاسة لاحقًا، تشمل العلامات:
- تقلبات مزاجية: يصبح الشخص سريع الانفعال، عصبيًا، أو مكتئبًا.
- زيادة التوتر والقلق: صعوبة في التعامل مع الضغوط اليومية.
- العزلة: الانسحاب من الأصدقاء الداعمين، العائلة، أو مجموعات الدعم.
- عدم حضور اجتماعات الدعم (أو الذهاب دون مشاركة): فقدان التواصل مع مجتمع التعافي.
- تدهور الرعاية الذاتية: إهمال النظافة الشخصية، النظام الغذائي، أو النوم.
- التركيز على مشاكل الآخرين: لتجنب مواجهة مشاعره الخاصة.
- تجاهل المشاعر السلبية أو قمعها.
- الشعور بالملل أو عدم الرضا.
- الانتكاسة الذهنية (Mental Relapse):
في هذه المرحلة، يبدأ الصراع الداخلي بين الرغبة في التعافي والرغبة في التعاطي، يصبح التفكير في المخدرات أو الكحول أكثر تكرارًا، تشمل العلامات:
- اشتهاء المخدر أو الكحول (Cravings): رغبة قوية في التعاطي.
- التفكير المتكرر في التعاطي الماضي: تذكر الأوقات الجيدة المصاحبة للتعاطي وتجاهل العواقب السلبية.
- تجميل الماضي: تذكر الإيجابيات فقط من فترة التعاطي.
- التقليل من عواقب التعاطي: محاولة إقناع النفس بأن “مرة واحدة لن تضر”.
- التفكير في طرق للتحكم في التعاطي: محاولة وضع قواعد جديدة للتعاطي (وهو فخ خطير).
- الكذب والمراوغة: لإخفاء الأفكار أو المشاعر المتعلقة بالتعاطي.
- البحث عن فرص للتعاطي: قضاء وقت أطول مع أشخاص يتعاطون، الذهاب إلى أماكن مرتبطة بالتعاطي.
- تجاهل علامات التحذير: إنكار وجود مشكلة أو خطر الانتكاسة.
- الاعتقاد بأنه لم يعد بحاجة إلى العلاج أو الدعم.
- الانتكاسة الجسدية (Physical Relapse):
هذه هي المرحلة التي يعود فيها الشخص إلى تعاطي المخدرات أو الكحول، غالبًا ما تكون هذه المرحلة نتيجة لتجاهل العلامات المبكرة في المرحلتين العاطفية والذهنية، حتى “زلة” واحدة يمكن أن تؤدي إلى انتكاسة كاملة.
اقرئي أيضًا: علامات الزوج الاستغلالي
طريقة التعامل مع الزوج المدمن
التعامل مع الزوج المدمن يمثل تحديًا كبيرًا ومعقدًا، ويتطلب صبرًا وحكمة وفهمًا لطبيعة الإدمان كمرض، لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع، ولكن هناك مجموعة من الخطوات والاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها لمساعدة زوجك ونفسك:
- تثقيف نفسك حول الإدمان:
- فهم طبيعة الإدمان: اعلمي أن الإدمان مرض مزمن يؤثر على الدماغ والسلوك، وليس مجرد ضعف في الإرادة أو اختيار سيئ.
- معرفة أنواع الإدمان وتأثيراتها: سواء كان إدمانًا للمواد المخدرة، الكحول، القمار، الإنترنت، أو أي سلوك قهري آخر، فإن فهم الآثار المحددة سيساعدك في التعامل معه بشكل أفضل.
- التخلص من المفاهيم الخاطئة: تجنبي الاعتقاد بأنكِ تستطيعين “إصلاحه” بمفردك أو أن الأمر مجرد “مزاج سيئ”.
- مراقبة العلامات والتغيرات:
- كوني واعية بالتغيرات في سلوكه، مزاجه، مظهره، وعاداته اليومية، (كما ذكرنا سابقًا في سؤال “علامات الزوج المدمن”).
- وثقي ملاحظاتك: قد يكون من المفيد تدوين التغيرات التي تلاحظينها مع مرور الوقت.
- التحدث مع زوجك بهدوء وصراحة:
- اختيار الوقت المناسب: تحدثي معه في وقت يكون فيه هادئًا ومستعدًا للاستماع، ويفضل أن يكون بعيدًا عن تأثير المادة أو السلوك المدمن.
- التعبير عن مشاعرك بصدق: استخدمي عبارات “أنا أشعر” للتعبير عن قلقك وتأثير إدمانه عليك وعلى الأسرة، دون توجيه اتهامات أو لوم. مثال: “أشعر بالقلق عندما أراك تفقد تركيزك وتنسى مواعيدنا.”
- توضيح المخاوف: اشرحي له كيف يؤثر تعاطيه أو سلوكه على جوانب حياتكما المختلفة (العلاقة، المسؤوليات، المالية، الصحة).
- الاستماع إلى وجهة نظره (بحذر): حاولي فهم الأسباب التي تدفعه إلى الإدمان، ولكن كوني حذرة من الإنكار أو التقليل من شأن المشكلة.
- تجنب الجدال والصراخ: هذا النوع من رد الفعل غالبًا ما يؤدي إلى إغلاق الحوار وزيادة العناد.
- عدم التهديد بطلاق أو عقوبات غير قابلة للتنفيذ: هذا قد يخلق جوًا من الخوف وعدم الثقة.
- وضع حدود واضحة:
- تحديد ما هو مقبول وغير مقبول: وضحي له السلوكيات التي لم تعدِ تحتمليها وكيف سيؤثر استمراره في الإدمان على علاقتكما وحياتكما.
- التأكيد على عواقب تجاوز الحدود: كوني واضحة بشأن العواقب التي ستتخذينها إذا استمر في الإدمان وتجاوز الحدود التي وضعتها (مثل البحث عن مساعدة لنفسك وأطفالك، إدارة الشؤون المالية بشكل مستقل، أو التفكير في الانفصال إذا لم يبدِ أي استعداد للتغيير).
- الالتزام بالحدود التي وضعتها: كوني حازمة في تطبيق العواقب إذا لزم الأمر، حتى لو كان ذلك صعبًا عليكِ، هذا يظهر له مدى جديتك.
- عدم التستر على إدمانه أو تحمل مسؤولية أفعاله.
- تشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة:
- البحث عن خيارات العلاج: تعرفي على مراكز علاج الإدمان والأطباء النفسيين المتخصصين في علاج الإدمان في منطقتك.
- تقديم المعلومات والدعم: شاركي معه المعلومات التي جمعتها عن العلاج وأكدّي له دعمك في هذه العملية.
- عرضي عليه المرافقة: قد يشعر بالخوف أو التردد في البداية، لذا عرضي عليه الذهاب معه إلى المواعيد الأولى.
- فهم أن العلاج عملية طويلة: التعافي من الإدمان يتطلب وقتًا وجهدًا. كوني صبورة وداعمة خلال فترة العلاج والانتكاسات المحتملة.
- الاهتمام بنفسك:
- الحصول على الدعم العاطفي: تحدثي مع صديقات موثوق بهن، أفراد من عائلتك، أو انضمي إلى مجموعات دعم لأسر المدمنين (مثل Nar-Anon أو Al-Anon)، مشاركة تجربتك مع آخرين يمكن أن تكون مفيدة جدًا.
- الحفاظ على صحتك الجسدية والنفسية: تناولي طعامًا صحيًا، مارسي الرياضة، واحصلي على قسط كافٍ من النوم، لا تدعي إدمان زوجك يستهلك حياتك بالكامل.
- وضع حدود لحماية نفسك: لا تشعري بالذنب أو المسؤولية عن إدمانه، ركزي على ما يمكنك التحكم فيه وهو ردود أفعالك وقراراتك.
- التفكير في الحصول على استشارة نفسية لكِ: يمكن للمعالج النفسي أن يقدم لك الدعم والأدوات اللازمة للتعامل مع الضغط النفسي والقلق المصاحب لوجود شخص مدمن في حياتك.
- تذكري أن سلامتك وسعادة أطفالك تأتي أولاً: إذا كان الوضع يصبح خطرًا أو مؤذيًا، فكري في اتخاذ خطوات لحماية نفسك وأطفالك.
- التحلي بالصبر والمرونة:
- التعافي ليس خطًا مستقيمًا: توقعي فترات صعود وهبوط في رحلة التعافي.
- كوني مستعدة لتعديل استراتيجياتك: قد تحتاجين إلى تغيير طريقة تعاملك مع الموقف بناءً على استجابة زوجك وتطورات العلاج.
- الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: شجعي أي تقدم يحرزه زوجك نحو التعافي.
اقرائي ايضا :كيفية التعامل مع الزوج العنيد
وفي الختام، نؤكد أن ملاحظة علامات الزوج المدمن ليست اتهامًا بقدر ما هي دعوة للاستيقاظ والبحث عن حل، إن التعرف المبكر على هذه العلامات يمثل الخطوة الأولى نحو فهم المشكلة وتقديم الدعم اللازم للشريك، تذكري أن الإدمان مرض، وأن التعافي ممكن بالدعم المتخصص والحب الصادق، إذا كنتِ تشعرين بالقلق بشأن زوجكِ وتودين الحصول على معلومات أكثر أو دعم متخصص، ندعوكِ لزيارة موقع طلة، هناك ستجدين مجموعة واسعة من المقالات والاستشارات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تساعدكِ في فهم وضعكِ بشكل أفضل وتحديد الخطوات التالية، لا تترددي في طلب المساعدة، فسلامتكِ وسعادة أسرتكِ تستحق الأولوية. زوري طلة الآن وابدئي رحلة البحث عن الحل والأمل.
المصادر: