عندما نسمع اسم “الكورتيزول” أو “الكورتيزون”، قد يظن البعض أنهما شيء واحد، أو يخلط بين وظائفهما، فكلاهما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستجابة للتوتر والالتهابات في الجسم، ولكنهما يختلفان في المصدر والاستخدام، الكورتيزول هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم، بينما الكورتيزون هو دواء صناعي يُستخدم لعلاج العديد من الحالات المرضية، لفهم هذين المركبين بشكل أفضل، يجب أن نتعمق في خصائصهما ودورهما في الحفاظ على صحتنا، في هذا المقال سنتعرف على الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون، وأعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول عند النساء، وكيفية تقليل هرمون الكورتيزول، وكيفية التخلص من الكورتيزون من الجسم.

الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون
تعتبر هرمونات الكورتيكوستيرويدات، التي تشمل الكورتيزول والكورتيزون، جزءًا أساسيًا من نظامنا البيولوجي، حيث تلعب دورًا محوريًا في الاستجابة للتوتر وتنظيم وظائف الجسم المختلفة، ولكن، من الضروري أن نميز بوضوح بين هذين المركبين، فالكورتيزول هرمون طبيعي يفرزه الجسم، بينما الكورتيزون دواء صناعي يُعطى كعلاج، إليكِ الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون:
-
الكورتيزول: الهرمون الطبيعي
- الكورتيزول هو هرمون الستيرويد الأساسي الذي تنتجه الغدة الكظرية في جسم المرأة، ويُعرف غالبًا بـ “هرمون التوتر”، تفرز الغدة الكظرية هذا الهرمون استجابةً للتوتر والالتهابات، ويلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، والتحكم في ضغط الدم، والحد من الالتهابات، الكورتيزول هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم، بينما الكورتيزون دواء صناعي يُعطى كعلاج.
-
الكورتيزون: الدواء الصناعي
- الكورتيزون، على الجانب الآخر، ليس هرمونًا طبيعيًا، بل هو دواء يُصنع في المختبرات، يتم تحويل هذا الدواء إلى كورتيزول بمجرد دخوله الجسم، ولهذا السبب يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات المرضية، مثل التهاب المفاصل، الحساسية، والربو، نظرًا لخصائصه القوية المضادة للالتهابات والمثبطة للمناعة، الكورتيزول هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم، بينما الكورتيزون دواء صناعي يُعطى كعلاج.
-
الاستخدامات والاختلافات الجوهرية
- الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون يكمن في مصدرهما، فالجسم ينتج الكورتيزول بشكل طبيعي للحفاظ على التوازن الداخلي، في حين أن الكورتيزون يُعطى خارجيًا بهدف علاجي، تُعدّ هذه النقطة بالغة الأهمية، فاستخدام الكورتيزون يجب أن يكون تحت إشراف طبي دقيق لتجنب الآثار الجانبية المحتملة، مثل زيادة الوزن أو ارتفاع ضغط الدم، نظرًا لكونه جرعة مركزة من الكورتيزول، الكورتيزول هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم، بينما الكورتيزون دواء صناعي يُعطى كعلاج.
اقرئي أيضًا: أسباب خلل الهرمونات عند النساء وكيفية التعامل معه

أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول عند النساء
ارتفاع هرمون الكورتيزول عند النساء يمكن أن يؤثر على الوزن والمزاج وعدد من الوظائف الحيوية الأخرى، إليكِ أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول عند النساء:
-
أعراض جسدية
- قد تلاحظين أن جسمكِ يتفاعل بطرق مختلفة مع ارتفاع مستويات الكورتيزول، ومن أبرز هذه التغيرات:
- زيادة الوزن: قد تلاحظين زيادة في الوزن، خاصة في منطقة البطن والوجه، وهو ما يُعرف أحيانًا بـ”وجه القمر”.
- ترقق الجلد: يصبح الجلد أرق وأكثر عرضة للتشققات، خاصة في منطقة البطن.
- ضعف العضلات: قد تشعرين بضعف عام في العضلات، خاصة في الذراعين والساقين.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع الكورتيزول إلى زيادة ضغط الدم.
أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول عند النساء يمكن أن يؤثر على الوزن والمزاج وعدد من الوظائف الحيوية الأخرى.
-
أعراض نفسية وعاطفية
لا يقتصر تأثير الكورتيزول على الجسم فقط، بل يمتد ليشمل حالتكِ النفسية أيضًا:
- تقلبات المزاج: قد تشعرين بتقلبات مزاجية شديدة، مثل القلق، الاكتئاب، أو سرعة الانفعال.
- صعوبة في النوم: قد تواجهين صعوبة في النوم أو تعانين من الأرق.
- ضعف الذاكرة والتركيز: قد تلاحظين صعوبة في التركيز وتذكر المعلومات.
إذا كنتِ تعانين من أي من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة طبيب متخصص لتحديد السبب الأساسي ووضع خطة علاج مناسبة، تذكري أن العناية بصحتكِ الجسدية والنفسية هي مسؤوليتكِ الأولى.

اضرار الكورتيزون على الجسم
على الرغم من فعاليته، قد يحمل بعض الأضرار والآثار الجانبية التي يجب أن تكوني على دراية بها، الاستخدام طويل الأمد للكورتيزون يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة على الجسم، إليكِ اضرار الكورتيزون على الجسم:
-
أضرار على الجهاز الهضمي والقلب
- من أبرز الأضرار التي قد يسببها الكورتيزون هو تأثيره على الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يؤدي إلى:
- قرحة المعدة: يزيد الكورتيزون من خطر الإصابة بقرحة المعدة والتهاب الأمعاء، لذا يُنصح بتناوله بعد الأكل أو مع أدوية واقية للمعدة.
- ارتفاع ضغط الدم: يؤثر الكورتيزون على توازن السوائل والأملاح في الجسم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يشكل خطورة على صحة القلب والأوعية الدموية.
-
أضرار على العظام والجلد
لا يقتصر تأثير الكورتيزون على الأعضاء الداخلية، بل يمتد ليشمل أجزاء أخرى من الجسم:
- هشاشة العظام: يؤدي الاستخدام المزمن للكورتيزون إلى تقليل كثافة العظام، ما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور، خاصة لدى النساء.
- تغيرات في الجلد: قد يسبب الكورتيزون ترققًا في الجلد، وظهور الكدمات بسهولة، كما قد يؤثر على لون البشرة وملمسها.
-
تأثيرات أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، من اضرار الكورتيزون على الجسم أنه يؤدي إلى:
- زيادة الوزن: يؤثر على توزيع الدهون في الجسم، ما يسبب زيادة الوزن، خاصة في منطقة الوجه والبطن.
- ضعف المناعة: يمكن أن يثبط الكورتيزون جهاز المناعة، ما يجعلكِ أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- تغيرات نفسية: قد يسبب تقلبات مزاجية، مثل القلق أو الاكتئاب، وأحيانًا قد يؤثر على الذاكرة والتركيز.
بعد أن تعرفتِ على الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون، من الضروري أن لا تستخدمي الكورتيزون إلا تحت إشراف طبي دقيق، وأن تلتزمي بالجرعة والمدة المحددة من قبل الطبيب لتجنب هذه الأضرار المحتملة.
اقرئي أيضًا: اضطراب نشاط الغدة الدرقية وكيفية التعامل معها
كيفية التخلص من الكورتيزون من الجسم
يمكن لارتفاع هرمون الكورتيزول أن يؤثر بشكل كبير على صحتكِ الجسدية والنفسية، ولكن الخبر الجيد هو أن هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكنكِ اتباعها للمساعدة في خفض مستوياته، لكيفية التخلص من الكورتيزون من الجسم يتطلب التركيز على تقنيات الاسترخاء، والنوم الجيد، والتغذية السليمة:
-
إدارة التوتر والضغوط
بعد أن تعرفتِ على الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون، الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي السيطرة على مصادر التوتر في حياتكِ يمكنكِ تحقيق ذلك من خلال:
- التأمل واليوجا: ممارسة التأمل واليوجا بانتظام تساعد على تهدئة العقل والجسم، ما يقلل من إفراز الكورتيزول.
- التنفس العميق: عندما تشعرين بالتوتر، خذي نفسًا عميقًا من البطن ببطء، فهذا يرسل إشارة إلى عقلكِ بأن الوقت قد حان للاسترخاء.
- قضاء الوقت في الطبيعة: المشي في مكان هادئ أو الجلوس في حديقة يساعد على تقليل التوتر بشكل كبير.
-
الحصول على قسط كافٍ من النوم
يعد النوم الجيد أمرًا بالغ الأهمية لتنظيم هرمونات الجسم، بما في ذلك الكورتيزول، حاولي الالتزام بما يلي:
- نوم من 7 إلى 9 ساعات: تأكدي من حصولكِ على عدد كافٍ من ساعات النوم يوميًا.
- جودة النوم: حافظي على بيئة نوم هادئة ومظلمة، وتجنبي استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
-
التغذية السليمة وممارسة الرياضة
بعد أن تعرفتِ على الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون، تلعب التغذية دورًا محوريًا في صحة الغدة الكظرية ومستويات الكورتيزول.
- تناولي الأطعمة المغذية: ركزي على الفواكه والخضروات، وابتعدي عن السكريات المكررة والكافيين الزائد.
- الرياضة المعتدلة: مارسي التمارين الرياضية بانتظام، لكن تجنبي التمارين المجهدة جدًا التي قد تزيد من التوتر، المشي، السباحة، أو الرقص تعد خيارات ممتازة.
تذكري أن العناية بنفسكِ ليست ترفًا بل ضرورة، باتباع هذه الخطوات البسيطة، يمكنكِ التحكم في مستويات الكورتيزول لديكِ، ما يعود بالنفع على صحتكِ العامة وسعادتكِ.
كيفية تنظيف الجسم من الكورتيزون
قد يؤثر استخدام الكورتيزون على الجسم، ولكن الخبر الجيد هو أن هناك خطوات يمكنكِ اتباعها للمساعدة في استعادة التوازن بعد التوقف عن استخدامه، وذلك بالتعاون مع طبيبكِ، لكيفية تنظيف الجسم من الكورتيزون يتطلب خطة مدروسة تشمل التغذية، والرياضة، وإدارة التوتر:
-
التغذية السليمة
يجب التركيز على نظام غذائي يدعم صحة الغدة الكظرية ويساعد على تقوية الجسم، لكيفية تنظيف الجسم من الكورتيزون:
- فيتامين C: يُعدّ ضروريًا لدعم الغدة الكظرية، يمكنكِ الحصول عليه من الفواكه الحمضية، الفلفل الحلو، والبروكلي.
- فيتامينات B: تساعد في دعم الجهاز العصبي وتقليل التعب، الأفوكادو، البقوليات، والخضروات الورقية مصادر ممتازة لها.
- المعادن الأساسية: مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، التي تساعد على تنظيم ضغط الدم، تجدينها في المكسرات، البذور، والموز.
- البروتينات: تناولي كميات كافية من البروتين للمساعدة في بناء العضلات التي قد تكون ضعفت.
-
العودة للنشاط البدني
بعد أن تعرفتِ على الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون، تساعد التمارين الرياضية على إعادة بناء العضلات وتحسين الحالة المزاجية، ولكن يجب أن تكون بشكل تدريجي.
- تمارين معتدلة: ابدئي بالمشي لمسافات قصيرة أو اليوجا الخفيفة، ثم زيدي من شدة التمارين تدريجيًا.
- تمارين القوة: يمكن أن تساعد في استعادة كتلة العضلات التي قد تكون تأثرت.
- تجنبي الإفراط: لا تبالغي في ممارسة التمارين في البداية لتجنب إجهاد الجسم.
-
إدارة التوتر ودعم النوم
بعد التوقف عن الكورتيزون، قد تحتاجين إلى دعم إضافي لإدارة التوتر.
- الاسترخاء والتأمل: خذي وقتًا للتأمل أو ممارسة تمارين التنفس العميق يوميًا لتهدئة الجهاز العصبي.
- النوم الكافي: تأكدي من الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة، فهو ضروري لتجديد الجسم.
- تجنبي الكافيين والسكر: قللي من تناول الكافيين والسكريات، فقد تزيد من التوتر وتؤثر على جودة النوم.
تذكري أن هذه الخطوات يجب أن تُمارس تحت إشراف طبي، فجسم كل امرأة يختلف عن الأخرى، استشيري طبيبكِ دائمًا قبل إجراء أي تغييرات جذرية على نمط حياتكِ أو نظامكِ الغذائي.
وفي الختام، يظهر الفرق بين الكورتيزول والكورتيزون، الهرمون الطبيعي الذي يُفرزه الجسم في أوقات التوتر والشدة، والكورتيزون، الدواء الصناعي الذي نلجأ إليه لأغراض علاجية، فهمكِ لهذا التمييز ليس مجرد معلومة طبية، بل هو خطوة مهمة نحو وعي أكبر بصحتكِ الجسدية والنفسيةً، تذكري أن العناية بنفسكِ تبدأ من المعرفة، وأن صحتكِ هي أثمن ما تملكين، إذا كنتِ ترغبين في استكشاف المزيد من المواضيع المتعلقة بالصحة واللياقة، ندعوكِ لزيارة موقع طلة، حيث ستجدين مقالات ونصائح مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتكِ كامرأة تهتم بنفسها.
المصادر:



