يُعرف النقرس (Gout) قديمًا باسم داء الملوك بسبب ارتباطه تاريخيًا بالنظام الغذائي الغني والترف، ولكنه في الحقيقة مرض يصيب الملايين حول العالم، ويُعد أحد أكثر أشكال التهاب المفاصل شيوعًا وإيلامًا، ببساطة، ينتج النقرس عن تراكم بلورات حمض اليوريك الحادة في المفاصل، ما يسبب نوبات مفاجئة وشديدة من الالتهاب، لكن ما الذي يميز نوبة النقرس عن أي ألم مفصلي آخر؟ وكيف يمكن للمريض أن يتعرف على اعراض النقرس التي تستدعي التدخل الطبي العاجل؟ يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء بالتفصيل على أعراض النقرس النموذجية والمتقدمة، بدءًا من الهجمة الحادة والمفاجئة التي تصيب مفصل إصبع القدم الكبير، وصولاً إلى العلامات التي تشير إلى تطور المرض وتأثيره على جودة الحياة، إذا كنت تشعر بألم مفاجئ وشديد في أحد مفاصلك، فإن فهم هذه الأعراض هو الخطوة الأولى نحو التشخيص الصحيح وبدء العلاج الفعال.

اعراض النقرس
تتمحور اعراض النقرس (Gout) حول نوبات مفاجئة وحادة من التهاب المفاصل، وتعرف هذه النوبات باسم “هجمات النقرس” أو “توهجات النقرس”، تشمل اعراض النقرس الرئيسية للنقرس ما يلي:
-
الألم الشديد والمفاجئ
- البداية المفاجئة: اعراض النقرس، تبدأ النوبة فجأة، وغالبًا ما تحدث في منتصف الليل أو في الصباح الباكر وتوقظ الشخص من نومه.
- شدة الألم: يكون الألم شديدًا ومبرحًا لدرجة أن المريض قد لا يتحمل حتى لمس غطاء السرير للمفصل المصاب.
- أقصى حد للألم: يصل الألم عادةً إلى ذروته (أقصى شدة) خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 12 ساعة من بداية النوبة.
- المفصل الأكثر إصابة: يصيب النقرس عادةً المفصل عند قاعدة إصبع القدم الكبير (Podagra)، ولكنه يمكن أن يصيب أي مفصل آخر، بما في ذلك: الكاحلين، الركبتين، المرفقين، المعصمين، وأصابع اليدين.
-
الالتهاب الموضعي
اعراض النقرس، يصاحب الألم علامات واضحة للالتهاب في المفصل المصاب:
- التورم: يصبح المفصل منتفخًا بشكل ملحوظ.
- الاحمرار واللمعان: يصبح الجلد فوق المفصل أحمر اللون ومشدودًا ولامعًا.
- السخونة/الحرارة: يشعر المريض بسخونة شديدة في المنطقة المصابة.
-
الانزعاج بعد زوال النوبة
- الألم المتبقي: بعد أن يزول الألم الحاد، قد يستمر شعور خفيف بعدم الارتياح والألم في المفصل لعدة أيام أو حتى أسابيع.
- تقشر الجلد وحكته: قد يلاحظ المريض تقشر وحكة في الجلد المحيط بالمفصل المصاب بعد انحسار التورم والالتهاب.
-
تقييد نطاق الحركة
- صعوبة الحركة: يصبح من الصعب تحريك المفصل المصاب بشكل طبيعي خلال النوبة الحادة.
-
الأعراض في الحالات المزمنة (غير المعالجة)
إذا لم يُعالج النقرس بشكل جيد واستمرت المستويات العالية من حمض اليوريك لفترة طويلة، قد تظهر مضاعفات:
- العقد التوفية (Tophi): وهي كتل صلبة وغير مؤلمة غالبًا تتكون تحت الجلد، تتكون من بلورات حمض اليوريك المتراكمة، تظهر عادةً حول المفاصل، على الأذن، أو المرفقين.
- تلف المفاصل الدائم: قد يؤدي النقرس المزمن إلى تآكل وتدمير المفاصل، ما يسبب آلامًا مزمنة وتقييدًا دائمًا للحركة.
- حصوات الكلى: يمكن أن يؤدي ارتفاع حمض اليوريك إلى تكوين حصوات في الكلى.
ملاحظة هامة: إذا شعرتِ بألم مفاجئ وشديد مصحوب بتورم واحمرار في أي مفصل، يجب عليك مراجعة الطبيب فورًا، قد تتشابه اعراض النقرس مع أعراض التهاب المفاصل الإنتاني (العدوى)، وهي حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا.
أعراض النقرس في اليدين
على الرغم من أن النقرس يشتهر بإصابته لمفصل إصبع القدم الكبير، إلا أنه يمكن أن يؤثر على أي مفصل في الجسم، بما في ذلك مفاصل اليدين والأصابع والمعصمين.
تتشابه أعراض النقرس في اليدين والأصابع بشكل كبير مع أعراضه في الأطراف السفلية، وتتمثل في:
-
أعراض نوبة النقرس الحادة في اليد:
تظهر اعراض النقرس فجأة، وغالباً ما تكون شديدة للغاية:
- الألم الشديد: نوبة مفاجئة من الألم الحاد، يمكن أن تبدأ في أي مفصل في الأصابع أو المعصم، يكون الألم مبرحاً لدرجة أن أبسط لمسة قد تكون غير محتملة.
- التورم والانتفاخ: يصبح المفصل المصاب متورماً بشكل واضح، وقد يشمل التورم الأنسجة المحيطة به.
- الاحمرار والحرارة: يصبح الجلد فوق المفصل أحمر اللون، ودافئاً أو ساخناً عند اللمس، وقد يبدو لامعاً.
- تقييد الحركة: يصبح من الصعب جداً أو المستحيل تحريك الأصبع أو المعصم المصاب بشكل طبيعي.
-
المواقع الشائعة في اليد
في اليد، يمكن أن يصيب النقرس:
- مفاصل الأصابع: وخاصة المفاصل القريبة من راحة اليد أو المفاصل المتوسطة.
- مفصل الرسغ (المعصم).
- مفصل الإبهام.
-
أعراض النقرس المزمن في اليد (Tophi)
في الحالات التي لا يتم فيها السيطرة على النقرس لفترة طويلة، قد تظهر بلورات حمض اليوريك المتراكمة على شكل كتل صلبة تحت الجلد تسمى العُقد التوفية (Tophi).
- المظهر: تظهر على شكل كتل أو عقيدات بيضاء أو صفراء صغيرة تحت الجلد.
- الموقع: في اليدين، تظهر التوفي بشكل شائع على المفاصل، خاصة على المفاصل القريبة من أطراف الأصابع، أو حول المرفق.
- التأثير: عادة ما تكون غير مؤلمة في البداية، ولكنها قد تؤدي في النهاية إلى تشوه المفصل، وتلف دائم للعظام والغضاريف، وتقييد حاد لحركة اليدين والأصابع.
ملاحظة هامة: إذا كنت تعاني من ألم مفاجئ وشديد في مفاصل اليد، يجب استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص واستبعاد حالات أخرى من التهاب المفاصل.
اقرئي أيضًا: ما هي فوائد المغنيسيوم؟ دليل شامل لتحسين نمط حياتك

أعراض النقرس في الرجل
النقرس في الرجل يتميز بحدوث نوبات مفاجئة وحادة في المفاصل، إليك أعراض النقرس في الرجل باختصار، مع التركيز على القدم والرجل:
- ألم شديد ومفاجئ: خاصة في مفصل إصبع القدم الكبير (هو الموقع الأكثر شيوعاً)، وقد يحدث في الكاحل أو الركبة أيضاً.
- احمرار والتهاب: يصبح المفصل المصاب أحمر ومتورماً وساخناً عند اللمس.
- حساسية مفرطة: يكون المفصل مؤلماً جداً لدرجة عدم تحمل أي ضغط خفيف، حتى وزن غطاء السرير.
- تقييد الحركة: صعوبة أو عدم القدرة على تحريك المفصل المصاب.
- ظهور ليلاً: غالباً ما تبدأ النوبة بشكل مفاجئ في منتصف الليل.
باختصار شديد: من أعراض النقرس في الرجل، عبارة عن ألم حاد ومبرح، تورم، واحمرار مفاجئ في مفصل واحد، غالباً في قاعدة إصبع القدم الكبير.

متى تكون نسبة النقرس عالية ؟
إليك المعلومات المتعلقة بمستويات حمض اليوريك (النقرس) المرتفعة:
متى تكون نسبة النقرس عالية؟ تُعتبر نسبة حمض اليوريك عالية في الدم (تسمى فرط حمض يوريك الدم) عندما تتجاوز المستويات الطبيعية، تختلف هذه المستويات قليلاً حسب الجنس:
- للرجال: تُعتبر نسبة حمض اليوريك مرتفعة بشكل عام إذا تجاوزت 7.0 ملغم/ديسيلتر (mg/dL).
- للنساء: تُعتبر نسبة حمض اليوريك مرتفعة بشكل عام إذا تجاوزت 6.0 ملغم/ديسيلتر (mg/dL).
يُعد مستوى حمض اليوريك الذي يصل إلى 6.8 ملغم/ديسيلتر أو أعلى هو النقطة التي تبدأ عندها بلورات حمض اليوريك في التكون والترسب في المفاصل والأنسجة، ما يزيد من خطر الإصابة بنوبات النقرس.
ملاحظة هامة: وجود نسبة مرتفعة من حمض اليوريك لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب بالنقرس، لكنه يزيد بشكل كبير من احتمالية حدوث نوبات النقرس وحصوات الكلى، يجب دائماً استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص وتحديد خطة العلاج المناسبة.
نسبة النقرس الطبيعية في الجسم
تُقاس نسبة النقرس الطبيعية في الجسم، وتختلف النسبة الطبيعية بين الرجال والنساء:
- للرجال: تتراوح النسبة الطبيعية عادةً بين 3.4 إلى 7.0 ملغم/ديسيلتر (mg/dL).
- للنساء: تتراوح النسبة الطبيعية عادةً بين 2.4 إلى 6.0 ملغم/ديسيلتر (mg/dL).
باختصار: للحفاظ على صحة المفاصل، يُفضل أن تكون نسبة حمض اليوريك أقل من 6.0 ملغم/ديسيلتر، خاصةً لمن يعانون من النقرس.
اقرئي أيضًا: دليل شامل لعلاج الحزام الناري
علامات النقرس
تظهر علامات النقرس (النوبة الحادة) بشكل مفاجئ، وغالباً ما تكون ليلاً، وتشمل باختصار:
- ألم شديد ومفاجئ في المفاصل: (الأكثر شيوعاً في مفصل إصبع القدم الكبير).
- احمرار وتورم وسخونة: يصبح المفصل المصاب متورماً ودافئاً ولونه أحمر أو أرجواني.
- حساسية شديدة عند اللمس: يصبح المفصل مؤلماً جداً لدرجة لا تُحتمل، حتى من وزن غطاء السرير الخفيف.
- صعوبة في الحركة: قد تتقيد حركة المفصل المصاب.
وفي الختام، تظل اعراض النقرس مرضاً يمكن السيطرة عليه بشكل فعال، لكن المفتاح يكمن في اليقظة والتدخل المبكر، إن إدراكك لأعراضه الأساسية، بدءاً من نوبات الألم الحارقة والمفاجئة، مروراً بالاحمرار والتورم في المفاصل (خاصة في إبهام القدم)، هو خطوتك الأولى نحو إدارة الحالة والحفاظ على جودة حياتك، لا تتجاهلي أي إشارة يرسلها لكِ جسمك، إذا كنتِ تبحثين عن مزيد من المعلومات التفصيلية حول إدارة النقرس، أو التغذية المناسبة، أو كنتِ بحاجة إلى استشارة متخصصة لمتابعة مستويات حمض اليوريك لديكِ، ندعوكِ لزيارة موقع “طلة” حيث يمكنكِ إيجاد المقالات الموثوقة والخطوات العملية لدعم صحتكِ وعافيتكِ.
المصادر:



