الشخصية التجنبية والزواج

يُعد الزواج بمثابة الميثاق الأعمق والأكثر حميمية بين البشر، فهو يتطلب انفتاحًا، ضعفًا (Vulnerability)، والتزامًا عاطفيًا متزايدًا، لكن ماذا يحدث عندما يكون أحد طرفي العلاقة مبرمجًا عاطفيًا على تجنب القرب والانسحاب عند تصاعد الالتزام؟ تُمثل الشخصية التجنبية (Avoidant Personality)، أو ما يُعرف في علم النفس بـ نمط التعلق التجنبي، تحديًا فريدًا في الحياة الزوجية، فالشخص التجنبي يسعى للحفاظ على مسافة عاطفية، يخاف من الاندماج الكامل، ويجد في القرب المفرط تهديدًا لاستقلاليته وذاته، هذا التناقض بين رغبة الشريك في الوصال وحاجة الطرف التجنبي إلى الابتعاد والحماية الذاتية يخلق دوامة من سوء الفهم والتوتر العاطفي، في هذا المقال، سنتعرف على الشخصية التجنبية والزواج، سنقدم تحليلاً لـ فجوة القرب التي يخلقها التجنبي، وسنبحث في الآليات التي يمكن للشريكين من خلالها تجاوز هذه التحديات لتحقيق توازن صحي بين الاستقلالية والاتحاد.

اضطراب الشخصية التجنبية

ما هي الشخصية التجنبية؟ 

كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية والزواج، وما هي الشخصية التجنبية؟ تُعرف الشخصية التجنبية بأنها نمط ثابت ومستمر من السلوكيات والمشاعر التي تدور حول الانسحاب وتجنب القرب العاطفي في العلاقات الحميمة، في سياق العلاقات الزوجية والعاطفية، يُشار إليها غالبًا بـ نمط التعلق التجنبي، الشخص الذي يمتلك هذا النمط يبني حياته العاطفية على مبدأ الاستقلال الذاتي ويخشى بشدة فكرة الاعتماد على الآخرين.

ما هي الشخصية التجنبية؟ وكيفية التعامل مع الشخصية التجنبية:

  1. تجنب الحميمية العاطفية: كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية، يجد الشخص التجنبي صعوبة بالغة في الانفتاح على شريكه أو التعبير عن مشاعره العميقة أو ضعفه، عندما يقترب الشريك عاطفياً أكثر من اللازم، قد يشعر بالاختناق أو الضغط، فيبدأ بالانسحاب.
  2. الاستقلالية المفرطة: يعتقد هذا الشخص بضرورة الاعتماد على الذات بشكل كامل، يرفض طلب المساعدة أو الاعتراف بالاحتياج للشريك، ما يجعله يبدو بارداً أو مكتفياً بذاته.
  3. الانسحاب العاطفي عند الخلاف: عندما تتصاعد حدة التوتر أو الخلافات في العلاقة، فإن آلية الدفاع الأولى لديه هي الانسحاب، سواء كان انسحاباً جسدياً (الخروج من الغرفة) أو عاطفياً (الصمت الطويل، أو الانشغال المفرط بالعمل أو الهاتف).
  4. التقليل من شأن العلاقة: قد يلجأ إلى تقليل أهمية العلاقة أو مشاعر الشريك، أو التركيز على عيوبه البسيطة، هذا السلوك هو آلية دفاع واعية أو غير واعية تهدف إلى تقليل مستوى الارتباط حتى لا يكون جرح الانفصال أو الخذلان مؤلماً.
  5. الخوف من الالتزام: يواجه الشخص التجنبي تحدياً كبيراً في اتخاذ خطوات الالتزام طويلة الأمد، مثل الزواج أو الارتباط الرسمي، نظراً لكونها تتطلب مستويات عالية من التقارب والاندماج الذي يهدد شعوره بالحرية والاستقلال.
  6. استخدام الإلهاء: يعتمد على الانشغال المفرط بالهوايات، أو العمل، أو علاقات سطحية أخرى كآلية لتجنب التعامل مع القضايا العاطفية العميقة المطلوبة في العلاقة الأساسية.

الأصل النفسي

الشخصية التجنبية والزواج، يُعتقد أن هذا النمط يتشكل في الطفولة المبكرة عندما لا يستجيب مقدم الرعاية الأساسي لاحتياجات الطفل العاطفية بشكل ثابت، ما يدفع الطفل إلى تعلم أن الاعتماد غير آمن وأن أفضل استراتيجية للبقاء هي قمع الاحتياجات العاطفية والاعتماد على الذات.

أنواع الشخصية التجنبية 

أنواع الشخصية التجنبية (Avoidant Personality) أو اضطراب الشخصية التجنبية (AvPD) لا يُصنف رسميًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) إلى أنواع فرعية محددة، ومع ذلك، قدم بعض علماء النفس، وعلى رأسهم تيودور ميلون (Theodore Millon)، نماذج نظرية تقسم هذا النمط إلى أنواع فرعية أو أبعاد مختلفة، بناءً على السمات الشخصية الأخرى التي تتداخل مع نمط التجنب الأساسي.

الشخصية التجنبية والزواج، تهدف هذه التصنيفات إلى وصف الطرق المختلفة التي تظهر بها مشاعر الخوف من النقد والرفض لدى الأفراد التجنبيين.

أنواع الشخصية التجنبية

وفقًا لتصنيف ميلون، يمكن تقسيم الشخصية التجنبية إلى أربعة أنواع رئيسية، يضم كل منها سمات من اضطراب شخصية آخر:

  1. الشخصية التجنبية الرهابية (Phobic Avoidant)

يتسم هذا النوع بسمات من الشخصية الاعتمادية (Dependent Personality).

  • السمة الأساسية: يتميز بتحويل القلق العام إلى خوف محدد من شيء ملموس أو موقف يمكن تجنبه.
  • الوصف: بدلاً من القلق من الرفض بشكل عام، يركز الشخص قلقه على ظروف أو أشياء محددة مزعجة ومخيفة، قد يعتمد على الآخرين بشكل كبير لتوفير الحماية والأمان له في مواجهة هذه “المحفزات”.
  1. الشخصية التجنبية المتناقضة (Conflicted Avoidant)

الشخصية التجنبية والزواج، يتسم هذا النوع بسمات من الشخصية السلبية العدوانية/الرافضة (Negativistic/Passive-Aggressive).

  • السمة الأساسية: يعاني من صراع وخلاف داخلي شديد بين رغبته في القرب وخوفه منه.
  • الوصف: يشعر بالاضطراب الداخلي، متردد، ويخشى الاعتماد على الغير، لديه صراع غير مُصالح بين الرغبة في الانتماء والاحتياج إلى الاستقلالية، ما يجعله يشعر بالمرارة والغضب الداخلي الذي لا يستطيع التعبير عنه.
  1. الشخصية التجنبية مفرطة الحساسية (Hypersensitive Avoidant)

الشخصية التجنبية والزواج، يتسم هذا النوع بسمات من الشخصية البارانوية/الارتيابية (Paranoid Features).

  • السمة الأساسية: حساسية شديدة متباينة تجاه الآخرين والبيئة المحيطة.
  • الوصف: يكون الشخص يقظاً ومرتاباً بشكل مكثف، ينتقل بين حالة الذعر والخوف والجبن، وبين حالة الحساسية المفرطة للنقد، ما يجعله سريع الانفعال والتهيج. يتوقع الرفض أو النقد باستمرار.
  1. الشخصية التجنبية المتخلية عن الذات (Self-Deserting Avoidant)

الشخصية التجنبية والزواج، يتسم هذا النوع بسمات من الشخصية الاكتئابية (Depressive Features).

  • السمة الأساسية: محاولة حجب أو تفتيت الوعي الذاتي للتخلص من الألم.
  • الوصف: يتخلص من الأفكار والاندفاعات التي لا يمكن تحملها أو الصور والذكريات المؤلمة، قد ينطوي هذا النوع على إهمال الذات أو حتى التفكير في إيذاء الذات أو الانتحار، كشكل من أشكال التخلي عن الذات المؤلمة.

اقرئي أيضًا: الاضطرابات النفسية عند المراهقين: الأسباب والعلاج الفعال

أنواع الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية 

اضطراب الشخصية التجنبية (Avoidant Personality Disorder – AvPD)، الذي يُسمى أحيانًا “اضطراب الشخصية القلقة”، هو حالة صحية عقلية تندرج ضمن المجموعة الثالثة (Cluster C) من اضطرابات الشخصية، والتي تتميز بالقلق والخوف.

أعراض الشخصية التجنبية والزواج، يتميز اضطراب الشخصية التجنبية، بنمط شامل ومستمر من التثبيط الاجتم اعي الشديد، والشعور العميق بعدم الكفاءة، والحساسية المفرطة للنقد أو الرفض، ما يدفع الشخص إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية والمهنية التي تنطوي على تواصل شخصي هام.

أعراض الشخصية التجنبية والخصائص الأساسية لاضطراب الشخصية التجنبية

أعراض الشخصية التجنبية، يبدأ ظهور هذا النمط السلوكي عادةً في مرحلة البلوغ المبكر ويستمر مع مرور الوقت، يجب توافر أربعة أو أكثر من المعايير التالية لتأكيد التشخيص السريري:

  1. الخوف والانسحاب الاجتماعي

  • تجنب الأنشطة المهنية أو الاجتماعية: يتجنب الأنشطة التي تتطلب تواصلًا كبيرًا مع الآخرين خوفًا من التعرض للانتقاد أو الرفض أو النبذ.
  • الحساسية المفرطة للنقد: يتأثرون بشدة بأي ملاحظة سلبية أو نقد، وغالبًا ما يفسرونها على أنها ازدراء أو سخرية.
  • عدم الرغبة في الانخراط: لا يرغبون في التعامل مع الآخرين أو تكوين صداقات جديدة إلا إذا كانوا متأكدين تمامًا من أنهم سيحظون بالقبول والإعجاب غير المشروط.
  1. تدني تقدير الذات

  • الشعور بعدم الكفاءة: ينظرون إلى أنفسهم على أنهم غير أكفاء اجتماعيًا، أو غير جذابين شخصيًا، أو أقل شأنًا من الآخرين.
  • التردد والقيود: يترددون بشدة في المخاطرة أو المشاركة في أي نشاط جديد (بما في ذلك القرارات الهامة) خوفًا من الشعور بالحرج أو ارتكاب خطأ.
  • قيود في نمط الحياة: قد يفرضون قيودًا صارمة على أنماط حياتهم وحركتهم الاجتماعية بسبب حاجتهم القوية إلى الشعور بالأمن.
  1. العلاقات الشخصية

  • التحفظ في العلاقات الحميمة: يجدون صعوبة في الدخول في علاقات حميمة أو وثيقة، حتى مع الأقارب، خوفًا من التعرض للسخرية أو الإهانة.
  • الانشغال بالنقد: ينشغلون بشكل مستمر بفكرة التعرض للنقد أو الرفض في المواقف الاجتماعية.

 

الأسباب المحتملة

لا يوجد سبب واحد محدد، ولكن يُعتقد أن الاضطراب ناتج عن تفاعل بين عدة عوامل:

  • العوامل البيئية والتنشئة: التعرض للنقد المفرط، السخرية، الرفض العاطفي، أو الإيذاء النفسي في مرحلة الطفولة.
  • العوامل الوراثية: قد تلعب الجينات دوراً في الاستعداد الوراثي للقلق أو الخجل.
  • النمط المعرفي: الأفكار السلبية المستمرة حول الذات (أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية) وتفسير ردود فعل الآخرين على أنها نقد.

العلاج

العلاج فعال للغاية، وعادة ما يشمل:

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): وهو العلاج الأكثر شيوعًا وفعالية، حيث يساعد الشخص على تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية (مثل التفسير المفرط للنقد) ويشجع على التعرض التدريجي للمواقف الاجتماعية المخيفة.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يركز على استكشاف التجارب السابقة (خاصة في الطفولة) التي شكلت نمط التجنب الحالي.
  • الأدوية: قد يصف الطبيب النفسي بعض مضادات الاكتئاب (مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية – SSRIs) للمساعدة في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب المصاحبة للاضطراب.

ملاحظة هامة: إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة أخصائي صحة نفسية أو طبيب نفسي للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة، لأن هذا الاضطراب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.

قد تختلف التجارب الفردية مع اضطراب الشخصية التجنبية (AvPD) بشكل كبير، ولكن يمكن تلخيص التجربة العامة المشتركة بين المصابين بهذا الاضطراب في النقاط التالية:

اقرئي أيضًا: ما هو اختبار اضطراب ثنائي القطب؟

كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية

تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية 

إليكِ تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية:

  1. الشعور بالخجل والقلق الدائم: تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية، عشت معظم حياتي مع إحساس عميق ومؤلم بأنني “لست جيدًا بما فيه الكفاية” أو أنني أقل شأنًا من الآخرين، هذا الشعور يجعلني قلقًا للغاية في أي موقف اجتماعي.
  2. تجنب الفرص: كان الخوف من النقد أو الإحراج أقوى من الرغبة في النجاح، لذا، تجنبت عن قصد فرص العمل أو العلاقات أو الأنشطة الاجتماعية التي كانت تتطلب مني التواصل والانفتاح، خوفًا من أن أتعرض للرفض أو أن أرتكب خطأ أمام الجميع.
  3. العزلة كآلية دفاع: أصبحت الوحدة والعزلة هي المنطقة الآمنة والمريحة لي، بالرغم من أنني كنت أرغب بشدة في تكوين صداقات وعلاقات حميمة، إلا أنني كنت أعتبر أن الابتعاد هو الطريقة الوحيدة لحماية نفسي من الأذى العاطفي.
  4. الحساسية المفرطة: كنت أفسر أي نظرة أو ملاحظة عابرة أو حتى الصمت على أنه نقد أو رفض مباشر لي، هذا الاستنتاج المتسرع كان يدفعني إلى الانسحاب الفوري أو الغضب الداخلي.
  5. صعوبة بناء العلاقات: العلاقات القليلة التي كونتها كانت سطحية، كان من الصعب جداً عليّ فتح قلبي والثقة، لأن القرب يعني الضعف، وأنا كنت أخشى الضعف، هذا أدى إلى شعوري بالوحدة الشديدة على الرغم من وجود أشخاص حولي

 

الشخصية التجنبية والحب

الشخصية التجنبية والحب، إن العلاقة بين الشخصية التجنبية (المرتبطة بنمط التعلق التجنبي) والحب هي علاقة معقدة ومحفوفة بالتناقض، وتتسم بديناميكية “الشد والجذب” (Push-Pull).

الشخصية التجنبية والزواج، الشخص التجنبي، شأنه شأن أي إنسان، يرغب في الحب والقرب والانتماء، لكنه في الوقت ذاته يخشى بشدة الحميمية والاندماج الكامل، معتبراً إياهما تهديداً لاستقلاليته وذاته.

إليكِ أبرز مظاهر تأثير الشخصية التجنبية والحب والعلاقات العاطفية:

تحديات الشخصية التجنبية في الحب

  1. الخوف من القرب والاندماج

  • الشعور بالاختناق: بمجرد أن تصبح العلاقة جدية وتتزايد مستويات القرب العاطفي والجسدي، يبدأ الشخص التجنبي بالشعور بأن حريته واستقلاليته مهددتان، فيشعر بالاختناق وضرورة الانسحاب.
  • بناء الجدران: يستخدم آليات دفاعية لبناء حواجز عاطفية، مثل عدم مشاركة التفاصيل الشخصية العميقة أو تجنب المحادثات الحساسة حول العلاقة.
  1. السعي للابتعاد (آليات الانسحاب)

عندما يشعر التجنبي أن العلاقة تتطلب التزاماً أكبر أو قرباً أكثر، فإنه يلجأ إلى سلوكيات الإبعاد:

  • الانسحاب الجسدي والعاطفي: يصبح أقل تواصلاً، يبتعد جسدياً، أو يصبح مشغولاً فجأة بالعمل أو الهوايات ليجد مساحة لنفسه.
  • التلاعب بالمسافة: قد يبدأ في الانخراط في علاقات جانبية سطحية، أو يعود إلى شريك سابق، أو يركز على عيوب بسيطة في شريكه الحالي كذريعة للانسحاب العاطفي.
  • الخوف من التعلق: حتى عندما يكون سعيداً في العلاقة، قد يتوقف فجأة عن الاستمتاع خوفاً من أن يؤدي هذا الشعور الإيجابي إلى مزيد من التعلق الذي يخشاه.
  1. عدم التعبير عن الاحتياج العاطفي

  •  الاستقلالية المفرطة: يجد الشخص التجنبي صعوبة بالغة في التعبير عن احتياجه العاطفي لشريكه، لأنه يرى في هذا التعبير ضعفاً أو اعتماداً غير مرغوب فيه.
  • إخفاء المشاعر: يتجنب الحديث عن مشاعره الحقيقية، خاصة المشاعر الإيجابية العميقة، خوفاً من أن يؤدي الإفصاح عنها إلى زيادة التزام الشريك به.
  1. التعامل مع الشريك القَلِق (Anxious Partner)

غالبًا ما ينجذب الشخص التجنبي إلى شخص يمتلك نمط التعلق القَلِق (الذي يسعى للقرب والتأكيد العاطفي المستمر)، هذا التزاوج يخلق دورة مؤلمة:

  1. الشريك القلق يطلب القرب.
  2. الشريك التجنبي يشعر بالاختناق وينسحب.
  3. الشريك القلق يشعر بالرفض ويزيد من محاولات التقرب (المطاردة).
  4. الشريك التجنبي يشعر بضغط أكبر ويزيد من الانسحاب (الهروب).
  5. تستمر الدائرة حتى يشعر كلا الطرفين بالإنهاك.

 هل يمكن أن ينجح الحب مع شخص تجنبي؟

نعم، يمكن للعلاقة أن تنجح وتزدهر، لكنها تتطلب وعيًا وجهدًا مضاعفًا من الطرفين:

  • الاعتراف بالنمط: يجب على الشخص التجنبي أن يعي نمطه السلوكي وكيف يؤثر على الشريك.
  • الاتصال المستمر الهادئ: يحتاج الشريك غير التجنبي إلى توفير مساحة آمنة لا يشعر فيها التجنبي بالضغط، والتواصل بهدوء دون لوم، واحترام حاجته للمساحة الخاصة.
  • العلاج والدعم: قد يحتاج الشخص التجنبي إلى علاج نفسي لمساعدته على تغيير أنماط التفكير السلبية حول القرب والتعلق.

 

وفي الختام، الشخصية التجنبية والزواج، يتضح أن الزواج من شخص ذي نمط تعلق تجنبي ليس مستحيلاً، بل هو رحلة تتطلب صبرًا، وعيًا عميقًا، وحدودًا واضحة، إن فهم طبيعة هذا النمط الذي ينبع في أساسه من الخوف من الضعف العاطفي والاعتماد، وليس من قلة الحب هو الخطوة الأولى لتجاوز فجوة القرب، إن النجاح في هذه العلاقة يكمن في إيجاد التوازن الدقيق؛ أن يتمكن الشريك التجنبي من منح مساحة آمنة للقرب دون الشعور بتهديد استقلاليته، وأن يتمكن الشريك الآخر من منح المساحة المطلوبة دون الشعور بالرفض الدائم، العلاج، والاتصال الهادئ غير الضاغط، والجهد المشترك، هي المفاتيح لبناء جسر فوق هوة التجنب، وتحويل الخوف إلى ثقة، والانسحاب إلى حضور صحي، رحلة فهم الذات والشريك هي رحلة مستمرة، إذا كنتِ تبحثين عن مزيد من الأدوات والتحليلات لتعميق فهمك لديناميكيات العلاقات الصعبة، أو تحتاجين إلى استراتيجيات عملية لتحقيق التواصل الفعال والتوازن العاطفي في حياتك الزوجية، ندعوكِ لزيارة موقع “طلة”، اكتشفي مقالاتنا المتخصصة في العلاقات والصحة النفسية وابدأي اليوم رحلة النمو المشترك، انقري هنا لزيارة موقع طلة واحصلي على دعمك العاطفي الآن!

 

المصادر: 

Portrait Of A Marriage. (Yes, It’s Mine.): Resolving the Traps of an Anxious-Avoidant Partnership

شارك المقالة مع اصدقائك

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *