يعتبر التواصل اللفظي أساس الحياة الاجتماعية والمهنية، ولكن قد يجد البعض أنفسهم فجأة أمام حاجز غير متوقع: التلعثم أو التعثر في الكلام، هذا الاضطراب، الذي يُعرف بـ “الفوبيا الكلامية” أو ببساطة “التأتأة”، ليس مجرد تردد في النطق؛ بل هو ظاهرة معقدة يمكن أن تظهر بشكل مفاجئ لدى الأفراد، حتى أولئك الذين لم يعانوا منه في طفولتهم، يمكن أن يشمل هذا التعثر تكرار المقاطع، إطالة الحروف، أو التوقف التام وغير الإرادي أثناء محاولة النطق، ما يسبب إحراجاً وتأثيراً سلبياً على ثقة الشخص بنفسه، لكن ما الذي يكمن وراء هذا التغيير المفاجئ؟ هل هي مجرد حالة عصبية مؤقتة، أم أن هناك أسباباً عميقة وراء هذا التلعثم الذي يباغت الشخص في لحظات حرجة؟ في هذا المقال، سنتعرف على ما هو التلعثم؟ وما هي أبرز أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ، مستكشفين العوامل العضوية والنفسية والعصبية التي قد تكون الشرارة وراء هذا الاضطراب، وكيف يمكن أن تؤثر الحياة المعاصرة وضغوطها على طلاقة لساننا.

أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ
ما هو التلعثم؟ التلعثم عند الأطفال، والذي يُعرف غالباً بـ “التأتأة النمائية” (Developmental Stuttering)، هو اضطراب شائع في طلاقة الكلام، يبدأ عادةً بين عمر سنتين وست سنوات، في الفترة التي يكتسب فيها الأطفال مهارات اللغة والكلام بسرعة، قد يمر العديد من الأطفال بفترات طبيعية ومؤقتة من عدم الطلاقة (تكرار الكلمات أو المقاطع) تستمر أقل من ستة أشهر، لكن إذا استمر التلعثم لفترة أطول أو بدأ يؤثر على التواصل وثقة الطفل بنفسه، فإنه يتطلب تدخلاً وعلاجاً.
ما هو التلعثم؟ يُعرف التلعثم الذي يظهر فجأة لدى البالغين باسم “التأتأة المكتسبة” (Acquired Stuttering)، وهو يختلف عن التأتأة النمائية التي تبدأ في مرحلة الطفولة، ظهور هذا النوع من التلعثم بشكل مفاجئ يُعتبر أمراً غير طبيعي ويتطلب تقييماً طبياً فورياً لتحديد السبب الكامن وراءه، والذي غالباً ما يكون مرتبطاً بعوامل عصبية أو نفسية أو دوائية، إليكِ أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ:
الأسباب العصبية (Neurogenic Stuttering)
أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ، التأتأة العصبية هي السبب الأكثر شيوعاً للتلعثم المفاجئ لدى البالغين، وتنتج عن ضرر أو خلل في المراكز العصبية التي تتحكم في إنتاج الكلام، تشمل الأسباب:
- السكتة الدماغية (Stroke): من اسباب التلعثم في الكلام، وهو السبب الأكثر شيوعاً، يمكن أن يؤدي تعطل تدفق الدم إلى الدماغ إلى تلف المناطق المسؤولة عن تنسيق حركات الكلام، ما يسبب التلعثم أو مشاكل أخرى في النطق (مثل الحبسة).
- إصابات الدماغ الرضحية (Traumatic Brain Injury – TBI): أي إصابة قوية ومفاجئة للرأس يمكن أن تؤثر على المسارات العصبية المسؤولة عن طلاقة الكلام.
- الأمراض التنكسية العصبية (Neurodegenerative Diseases): مثل مرض الشلل الرعاشي (باركنسون) أو التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis)، حيث يؤثر التدهور العصبي التدريجي على القدرة على التحكم في عضلات النطق.
- أورام أو كتل في الدماغ: يمكن أن يؤثر وجود ورم على وظيفة مناطق الدماغ التي تتحكم في إنتاج الكلام.
الأسباب النفسية والعاطفية (Psychogenic Stuttering)
أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ، قد يظهر التلعثم المفاجئ كرد فعل على ضغط نفسي أو عاطفي شديد، ويُعرف بالتأتأة نفسية المنشأ، هذا النوع نادر مقارنةً بالتأتأة العصبية:
- الصدمات النفسية والعاطفية: ظهور مفاجئ للتلعثم قد يكون مرتبطاً بحدث مؤلم أو صدمة عاطفية شديدة لم يتم التعامل معها.
- الإجهاد والتوتر الشديد: يمكن أن يؤدي الضغط العصبي الشديد أو القلق المزمن إلى اضطراب مؤقت في طلاقة الكلام، خاصة في المواقف التي تتطلب التحدث أمام الجمهور أو عبر الهاتف.
الأسباب الدوائية (Pharmacogenic Stuttering)
في حالات نادرة، يمكن أن يكون التلعثم المفاجئ عرضاً جانبياً غير مرغوب فيه لتناول بعض الأدوية الموصوفة:
- بعض مضادات الاكتئاب: مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- بعض الأدوية النفسية: مثل الفينوثيازين أو بعض الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات الحركة.
ملاحظة هامة: في هذه الحالة، بمجرد تعديل الجرعة أو استبدال الدواء تحت إشراف الطبيب، غالباً ما تتوقف مشكلة التلعثم.
عوامل أخرى لأسباب التلعثم في الكلام المفاجئ:
- عودة التأتأة النمائية: في بعض الأحيان، قد يكون لدى الشخص تاريخ من التأتأة في الطفولة ثم تعافى منها، ولكنها تعاود الظهور في مرحلة البلوغ بسبب الضغط العصبي أو العوامل المذكورة أعلاه، ما يجعل ظهورها يبدو مفاجئاً.
- عسر التلفظ (Dysarthria): وهي حالة تسبب صعوبة في التحكم في عضلات النطق (اللسان، الشفتين، الحلق)، ما يجعل الكلام بطيئاً أو غير واضح، وقد يُفسر بشكل خاطئ على أنه تلعثم.
وبعد أن تعرفنا على أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ، بما أن التلعثم المفاجئ لدى البالغين غالباً ما يرتبط بحالة طبية كامنة، فمن الضروري استشارة طبيب الأعصاب وأخصائي التخاطب واللغة فوراً لإجراء تقييم شامل وتشخيص دقيق.
اعراض التلعثم في الكلام عند الاطفال
وبعد أن تعرفنا على أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ، إليكِ أعراض التلعثم في الكلام عند الأطفال (التأتأة) تتجاوز مجرد التعثر في النطق لتشمل مجموعة من العلامات السمعية (ما نسمعه) والسلوكية (ما نراه).
اعراض التلعثم اللفظية (ما يسمعه الأهل والمعالجون)
التلعثم في الكلام عند الاطفال، تعتبر هذه الأعراض هي المؤشرات الأساسية لوجود اضطراب في طلاقة الكلام، وتتضمن:
- تكرار الأصوات أو المقاطع: وهو العرض الأكثر شيوعًا، يكرر الطفل جزءًا من الكلمة أو الحرف الأول منها.
- مثال: “أ-أ-أنا أريد”، “كـ-كـ-كتاب”.
- إطالة الأصوات: مد حرف متحرك أو ساكن لفترة أطول من المعتاد.
- مثال: “مـمـمـن فضلك”، “هــــذه الكرة”.
- الحصر أو التوقف (Blocks): محاولة النطق دون خروج صوت، يبدو الطفل وكأنه “عالِق” في محاولة نطق كلمة معينة، حيث يتوقف تدفق الهواء والكلام بشكل مفاجئ.
- مثال: توقف تام لمدة ثوانٍ مع بذل جهد واضح على الوجه قبل نطق الكلمة.
- التردد والبطء: إدخال أصوات أو كلمات حشو لا لزوم لها للمماطلة ومحاولة تجاوز الكلمة الصعبة.
- مثال: “مممم… أريد… يعني… هذه اللعبة”.
اعراض التلعثم الجسدية والسلوكية (ما يراه الأهل)
هذه الأعراض هي مؤشرات على الجهد والتوتر الذي يبذله الطفل لمحاولة التغلب على التلعثم في الكلام عند الاطفال، وكلما زاد التوتر، زادت هذه السلوكيات:
- توتر العضلات: ظهور توتر أو شد عضلي واضح في عضلات الوجه والفك والشفتين والحلق أثناء محاولة الكلام.
- الحركات المصاحبة: القيام بحركات جسدية غير إرادية أثناء التلعثم، مثل:
- رمش العينين بشكل مفرط.
- الارتعاش أو الاهتزاز في الشفتين أو الفكين.
- تحريك الرأس أو هزّه.
- شد قبضة اليد أو ضرب الرِجل على الأرض.
- تجنب التواصل البصري: قد يتجنب الطفل النظر إلى الشخص الذي يتحدث معه أثناء التلعثم بسبب الشعور بالحرج أو التوتر.
- التجنب الكلامي: في مراحل متقدمة، قد يبدأ الطفل في محاولة تجنب الكلام تمامًا أو استبدال الكلمات الصعبة بكلمات أسهل، أو الإشارة بدلاً من التعبير اللفظي.
- ردود الفعل العاطفية: البكاء، الإحباط، أو الغضب بعد نوبة تلعثم شديدة، أو إظهار الخجل الاجتماعي والقلق عند الحاجة للتحدث.
متى يكون الأمر مقلقًا؟
من المهم التمييز بين “عدم الطلاقة الطبيعية” الذي يمر به جميع الأطفال (تكرار كلمات كاملة مثل: “أريد أريد الكرة”)، وبين التلعثم الحقيقي، يصبح التلعثم مقلقًا ويتطلب تدخلاً من أخصائي التخاطب في حال:
- استمرار الأعراض لأكثر من ستة أشهر.
- ظهور تكرار الأصوات أو الحصر (التوقف) بدلاً من تكرار الكلمات الكاملة.
- ظهور سلوكيات جسدية مصاحبة (الشد العضلي والحركات اللاإرادية).
- تأثر المشاعر؛ حيث يظهر الطفل خائفاً، محبطاً، أو يبدأ بتجنب الكلام.
اقرئي أيضًا: كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس

التلعثم في الكلام عند الأطفال
التلعثم في الكلام عند الأطفال، والذي يُعرف غالباً بـ “التأتأة النمائية” (Developmental Stuttering)، هو اضطراب شائع في طلاقة الكلام، يبدأ عادةً بين عمر سنتين وست سنوات، في الفترة التي يكتسب فيها الأطفال مهارات اللغة والكلام بسرعة.
قد يمر العديد من الأطفال بفترات طبيعية ومؤقتة من عدم الطلاقة (تكرار الكلمات أو المقاطع) تستمر أقل من ستة أشهر، لكن إذا استمر التلعثم لفترة أطول أو بدأ يؤثر على التواصل وثقة الطفل بنفسه، فإنه يتطلب تدخلاً وعلاجاً.
أسباب وعوامل خطر التلعثم في الكلام عند الأطفال
لا يوجد سبب واحد ومحدد للتلعثم النمائي، بل يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل المتفاعلة:
- العوامل الوراثية والجينية
- التاريخ العائلي: يعد هذا العامل من أهم عوامل الخطر. إذا كان أحد أفراد العائلة (سواء من طرف الأم أو الأب) يعاني أو عانى من التلعثم، تزداد احتمالية إصابة الطفل به.
- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتلعثم والاستمرار فيه مقارنة بالإناث، بنسبة تصل إلى الضعف.
- اختلافات الدماغ والأعصاب
- تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتلعثمون قد يكون لديهم اختلافات طفيفة في طريقة عمل مناطق الدماغ المسؤولة عن تنسيق الكلام وحركات النطق (الجهاز الصوتي، والمفصلي، والتنفسي) أثناء التحدث.
- إصابات الدماغ: في حالات نادرة، قد ينتج التلعثم عن إصابات أو رضوض في الرأس أو أمراض عصبية تؤثر على مراكز النطق، ويُعرف حينها بالتأتأة المكتسبة.
- العوامل النفسية والبيئية
على الرغم من أن التأتأة ليست مرضاً نفسياً بشكل أساسي، إلا أن العوامل البيئية والنفسية تلعب دوراً في زيادة شدتها واستمراريتها، خاصةً بعد سن الثالثة:
- الضغوطات العاطفية: التعرض لأحداث ذات شحنة عاطفية قوية أو صدمات نفسية (مثل ولادة شقيق جديد، طلاق الوالدين، أو الذهاب إلى الروضة) قد تؤدي إلى ظهور التلعثم أو تفاقمه مؤقتاً.
- الخوف والتوتر: الخوف من الكلام أو التعرض للسخرية والتنمر يزيد من التوتر، ما يفاقم مشكلة التلعثم.
- ردود فعل الأهل: الإفراط في تصحيح كلام الطفل أو انتقاده المستمر (“تحدث ببطء”، “احكِ منيح”) يزيد من وعي الطفل بالمشكلة، ويؤثر على ثقته بنفسه، ويزيد من احتمالية استمرار التلعثم.
متى يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التخاطب؟
من المهم زيارة أخصائي التخاطب واللغة في الحالات التالية:
- استمرار التلعثم لأكثر من ستة أشهر.
- مصاحبة التلعثم لمشكلات أخرى في الكلام أو اللغة.
- بدء التلعثم في سن ثلاث سنوات أو أكثر.
- وجود تاريخ عائلي قوي من التلعثم المزمن.
- ظهور سلوكيات جسدية مصاحبة (رمش العينين، نغزات الرأس، شد قبضة اليد) أثناء محاولة النطق.
علاج التلعثم عند الاطفال
وبعد أن تعرفنا على اسباب التلعثم في الكلام، إليكِ علاج التلعثم عند الاطفال، النطق والتخاطب، مدعوماً ببيئة منزلية داعمة ومشجعة، يهدف العلاج إلى زيادة طلاقة الكلام وتحسين ثقة الطفل بنفسه.
العلاج المهني (علاج النطق والتخاطب)
علاج التلعثم عند الاطفال، يجب اللجوء إلى اختصاصي النطق واللغة في حال استمرار التلعثم لأكثر من ستة أشهر، أو إذا بدأ يؤثر على تواصل الطفل وثقته بنفسه.
- علاج النطق (Speech Therapy):
- الهدف: تعليم الطفل تقنيات للتحدث بطلاقة أكثر، مثل البدء بالصوت بهدوء، والتحدث بإيقاع أبطأ، وتدريب حركات اللسان والشفاه.
- التدريبات: قد تشمل برامج علاجية لتعليم الطفل كيفية التحكم بالتنفس ومعدل النطق.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
- يستخدم هذا النوع من العلاج للأطفال الأكبر سناً والمراهقين الذين يعانون من القلق أو الخوف الاجتماعي أو تدني الثقة بالنفس بسبب التلعثم.
- الهدف: تغيير طريقة تفكير الطفل تجاه التلعثم والمواقف الاجتماعية التي تزيد من توتره.
- الأجهزة الإلكترونية:
- يمكن استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية التي تساعد على تحسين طلاقة الكلام، لكنها غالباً ما تُستخدم للحالات المتقدمة أو للبالغين.
دور الوالدين والبيئة المنزلية (نصائح دعم أساسية)
يُعد دعم الأهل والبيئة الهادئة أمراً حاسماً لنجاح العلاج:
الاستماع الفعال والهدوء
- الإنصات باهتمام: حافظي على التواصل البصري الطبيعي عندما يتحدث طفلك، لا تتشتت.
- لا تقاطع ولا تكمل: امنحي طفلك الوقت الكافي لإنهاء الكلمة أو الجملة بنفسه، ولا تسارع بإكمالها.
- التحدث ببطء: تحدث مع طفلك ومع الآخرين في حضوره ببطء ووضوح، غالباً ما يقلد الأطفال إيقاع كلام الكبار.
- تبادل الحوار: شجعي جميع أفراد الأسرة على الإنصات وتبادل أدوار الحديث.
تجنب النقد والضغط
- لا تركز على التلعثم: تجنب التعليقات أو التوجيهات مثل: “تحدث ببطء”، “خذ نفساً عميقاً”، أو “أعد ما قلته”، هذا يزيد من وعي الطفل بالتلعثم ويزيد توتره.
- التقبل والدعم: لا تعاقب طفلك أو تنتقده أو تبدي رد فعل سلبياً (مثل تعابير الوجه) بسبب التلعثم، التقبل غير المشروط يقلل من شعوره بالخجل والإحباط.
- قلل الضغط: حاولي تقليل المواقف التي يشعر فيها الطفل بالاستعجال أو الحاجة إلى الإسراع في الكلام.
- الثناء على الوضوح: الأفضل هو الثناء على طفلك عندما يتحدث بوضوح بدلاً من لفت الانتباه إلى تلعثمه.
وقت خاص
- خصص وقتاً للمحادثة: خصصي وقتاً يومياً للتحدث مع طفلك دون أي مشتتات (مثل التلفزيون أو الهاتف).
اقرئي أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل الغيور

انواع التلعثم في الكلام عند الأطفال
وبعد أن تعرفنا على اسباب التلعثم في الكلام، انواع التلعثم في الكلام عند الأطفال، للتلعثم في الكلام عند الأطفال، تختلف في أسبابها، ونمط ظهورها، والتدخل المطلوب لكل منها:
-
التأتأة النمائية (Developmental Stuttering)
هذا هو النوع الأكثر شيوعاً لانواع التلعثم عند الأطفال، ويُعرف أيضاً باسم التأتأة التي تبدأ في مرحلة الطفولة:
- وقت الظهور: يبدأ عادةً بين عمر سنتين إلى خمس سنوات، وهي الفترة التي يكتسب فيها الطفل مهارات اللغة والكلام بسرعة فائقة.
- السبب: يُعتقد أنه ناتج عن عدم التزامن بين القدرات اللغوية المتنامية للطفل وقدرته على تنسيق العضلات اللازمة لإنتاج الكلام بطلاقة (مثل عضلات اللسان والشفتين والحنجرة).
- الخصائص: يتميز بالتكرار، والإطالة، والتوقف (الحصر) في الكلام.
- الشفاء التلقائي: حوالي 75% من الأطفال الذين يصابون بهذا النوع يتعافون تلقائياً دون تدخل قبل بلوغهم سن المدرسة، خاصة إذا لم يكن لديهم تاريخ عائلي من التلعثم المزمن.
- التدخل: يُنصح بمتابعة أخصائي التخاطب إذا استمر التلعثم لأكثر من ستة أشهر، أو إذا كان الطفل يبدي قلقاً أو توتراً واضحاً أثناء الكلام.
-
التأتأة المكتسبة (Acquired Stuttering)
على الرغم من أنها أقل شيوعاً بكثير من التأتأة النمائية، إلا أنها تحدث عندما تبدأ مشكلة التلعثم فجأة بعد فترة من الطلاقة في الكلام:
-
- وقت الظهور: يمكن أن تظهر في أي مرحلة من مراحل الطفولة أو المراهقة.
- الأسباب الرئيسية:
- عصبية (Neurogenic): نتيجة لإصابة أو مرض يؤثر على الدماغ (مثل السكتة الدماغية عند الأطفال، إصابات الرأس، أو أورام الدماغ).
- نفسية (Psychogenic): نتيجة لـ صدمة عاطفية شديدة، أو ضغط نفسي مفاجئ ومؤثر.
- الخصائص: يمكن أن يكون نمط التلعثم مختلفاً عن النمائي، وقد يحدث التلعثم في أي جزء من الجملة وليس فقط في بدايتها.
- التدخل: يتطلب تقييماً طبياً وعصبياً فورياً لاستبعاد الأسباب العضوية، يليه علاج تخاطبي ونفسي مناسب.
-
عدم الطلاقة الطبيعية (Normal Disfluency)
على الرغم من أنه ليس “تلعثماً” بالمعنى السريري، إلا أنه من المهم التمييز بينه وبين التأتأة النمائية الحقيقية:
- وقت الظهور: يحدث عادةً بين عمر سنة ونصف وثلاث سنوات ونصف، وهي فترة نمو اللغة السريع.
- السبب: ينتج عن حماس الطفل في التعبير أو أن أفكاره تتسابق مع قدرته على تنظيم حركات النطق، ما يؤدي إلى تعثر طبيعي.
- الخصائص: غالباً ما تكون التعثرات على شكل تكرار لكلمات كاملة أو عبارات قصيرة (مثل: “أريد أريد الكرة”، “لا لا أستطيع”)، ونادراً ما تتضمن التكرار الصوتي أو التوقف الجسدي المصاحب.
- التدخل: عادةً لا يتطلب علاجاً، يُنصح الأهل بتوفير بيئة هادئة ومنح الطفل وقته الكافي للكلام دون مقاطعة أو تصحيح، إذا زادت هذه التعثرات سوءًا أو ظهرت علامات التوتر، يجب مراجعة الأخصائي.
وفي الختام، وبعد أن تعرفنا على أسباب التلعثم في الكلام المفاجئ، رأينا أن ظهور التلعثم المفاجئ لدى الكبار هو إشارة تنذر بوجود أمر يستدعي الانتباه، سواء كان سبباً عضوياً عصبياً يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً (كالسكتة الدماغية أو الإصابات الرضحية)، أو عاملاً نفسياً ناتجاً عن ضغوط أو صدمات شديدة، إن فهم هذه الأسباب يمثل الخطوة الأولى والأهم نحو التعافي، لا ينبغي أبداً إهمال التأتأة المكتسبة أو اعتبارها مجرد “توتر مؤقت”، بدلاً من ذلك، يجب التعامل معها كعرض يحتاج إلى تقييم شامل من قِبل طبيب الأعصاب وأخصائي التخاطب واللغة لتحديد السبب الكامن وراءه ووضع خطة علاج مناسبة لاستعادة طلاقة الحديث، تذكري أن طلب المساعدة المهنية هو دليل على القوة والرغبة في استعادة جودة التواصل، إن الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية ينعكس على ثقتك بنفسك وقدرتك على التعبير، وفي رحلة استعادة الطلاقة والاعتداد بالنفس، تلعب التفاصيل الصغيرة دوراً كبيراً في تعزيز الإحساس بالجمال والتفرد.
المصادر:



